×
محافظة المدينة المنورة

احتفال أهالي محافظة خيبر بعيد الفطر

صورة الخبر

تذكرت ونحن اليوم نعيش أيام عيد الفطر المبارك جدنا المتنبي حين استقبل العيد بمشاعر محفوفة بالحزن والعتب، وقد جرب العيد مرات ومرات في سنين عمره، حين تساءل هل من جديد فيه؟ أم إن الأعياد كلها تتشابه؟ فقال وهو في كهفه: «عيد بِأيَة حـال عـدتَ يا عِيد.. بِما مَضَـى أَم لأمر فِيكَ تجدِيد، أَما الأَحِبة فالبَيَداء دونَهم.. فَلَيتَ دونَكَ بيدًا دونَها بِيد»، سؤال المتنبي المتوجس من العيد، يخالفه ابن المعتز حين رحبّ بقدوم العيد «أهلاً بفطْر قد أضاء هـلاله» وقد أتى بعد شهر من العبادة، ما بين صيام وقيام، وتلاوة للقرآن الكريم، ونحن في كل عام يأتي فيه العيد، نحاول أن نفتش فيه عن الفرح والبهجة، ونسيان شيء من الهموم والمواجع، ونبحث عن لحظات تجلب لنا الابتسامة كي نتنفسها كعطر فواح يعبق به المكان فينتشر الوئام بين الناس مع كل معايدة «كل عام أنتم بخير» والأعياد لم تشرع إلا ليفرح الناس ببعضهم بعضا، يتزاورون، يعلنون الحب والسلام بينهم، ويحاولون التواصل وقد شغلتهم مشاغل الحياة فباعدت بينهم، والعيد كما قال مصطفى صادق الرافعي «كان يوم استرواح -الأمة- من جدها» يعني أنه يوم السلام، والفرح، والضحك، والوفاء، والإخاء، يوم ارتداء الثياب الجديدة، يوم تقديم الحلوى لتحلو العبارات بتبادل التهاني ونسيان الخلافات الحياتية، يوم تتزين فيه النظرة إلى الحياة؛ لتنعم بجمالها وكل ما فيها، وهو يوم لهو وفرح للأطفال، ليحسّوا بالأمل القادم، ويشعروا ببهجة الحياة، ونحن نعيش فرحة العيد، فكم هو جميل تذكر أهل «غزة» وقد مسّهم الضر، وعظتهم الحروب «والمسلم أخو المسلم» ومشاعرنا الإسلامية قبل الإنسانية؛ تحتم علينا تذكرهم، وأقل شيء نعمله لإحساسنا بما يعانونه، الدعاء لهم بأن يرفع الله عنهم ما هم فيه من ضيم وقهر الاحتلال، وقد ذكرني حالهم بأبيات شعرية للدكتور عبدالرحمن العشماوي يوم قال متوجعا من حال أهل فلسطين وهم على أبواب عيد مضى «غِب يا هلال.. قِف من وراء الغيم.. لا تنشر ضياءَك فوق أعناق التِّلال، أنا يا هلال.. أنا طفلة عربية فارقتُ أسرتنَا الكريمَةْ.. لي قصة دمويّة الأحداثِ باكية أليمة، أنا يا هلال أنا مِن ضَحايا الاحتلال» ولعله قالها في مناسبة سابقة للأحداث الحالية، وكأني به يعبر عن معاناتهم اليوم، ويرسم لوحة حزينة قديمة جديدة، فما فتئت مجازر الصهاينة في أرض فلسطين تنفك حتى تعود من جديد لتنكل بأهل فلسطين، وها هي غزة «تعيّد» تحت صواريخ الـf15 وقنابل المدافع، بعد أن كانت ليالي رمضانهم نهارا ملتهبا، لكن نسأل الله أن ينهي معاناتهم إلى خير، وأن يأتي العيد القادم عليهم وقد حلَّ السلام على كل ذرة رمل من أرض فلسطين وانتهى الاحتلال الظالم.