موسكو، لندن: "الشرق الأوسط" قبل ساعات من عودة الكونغرس الأميركي إلى عمله، استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو، سعيا إلى إقناع الولايات المتحدة بعدم توجيه ضربة ضد نظام الأسد. وقال لافروف بعد محادثات مع نظيره السوري إن روسيا وسوريا تحثان الولايات المتحدة على تركيز جهودها على عقد مؤتمر للسلام لا القيام بعمل عسكري. وهذه التصريحات من شأنها إحراج أوباما أمام المعارضين للضربة العسكرية خاصة في الكونغرس الأميركي والمطالبين بالتركيز على الجهود الدبلوماسية. وأكد لافروف على أن النظام السوري مستعد للحوار مع المعارضة من دون «شروط مسبقة» للضغط على المعارضة التي تصر على أن أية مفاوضات من أجل تشكيل حكومة جديدة في سوريا يجب أن تكون مبنية على تخلي الأسد عن السلطة. واتفقت روسيا والولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي على تنظيم مؤتمر للسلام في سوريا عرف بـ«جنيف 2» بمشاركة ممثلين عن كل من النظام والمعارضة، إلا أن هذه الفكرة يبدو أنها تبتعد عن التحقيق حاليا وسط ازدياد التوتر بين واشنطن وموسكو. وقال المعلم من جانبه إن سوريا مستعدة للمشاركة في مؤتمر جنيف «من دون شروط مسبقة». كما أشار المعلم إلى استعداد النظام السوري للحوار مع كل القوى السياسية المؤيدة لإعادة السلام إلى البلاد. إلا أنه حذر من أن موقف نظام الأسد سيتغير في حال حصول الضربات العسكرية. وجدد لافروف اعتباره أن الضربات العسكرية على سوريا قد تأتي على حظوظ عقد مؤتمر للسلام. وقال: «معظم الاختصاصيين يعتقدون أنه في حال وقعت الضربات فإنه سيتم تقويض فرص عقد المؤتمر». وحذر وزير الخارجية الروسي من أن توجيه ضربات عسكرية إلى سوريا سيؤدي إلى «انتشار الإرهاب» في المنطقة برمتها، مؤكدا أن نظام دمشق لا يزال مستعدا للمشاركة في مفاوضات سلام. وصرح بأن «هناك عددا متزايدا من السياسيين ورجال الدولة الذين يشاطروننا الرأي بأن سيناريو قوة سيقود إلى انتشار الإرهاب في سوريا والدول المجاورة، وإلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين»، مشيرا إلى أن موسكو «لا يسعها إلا القلق على مصير الروس المقيمين في سوريا الذين قد تكون سلامتهم وحياتهم في خطر». وكشف لافروف أن مبعوث الجامعة العربية بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي أبلغه على هامش اجتماعات مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ الأسبوع الماضي أنه يشاطره الرأي نفسه في هذا المجال. وجاء لقاء لافروف بالمعلم بينما كان وزير الخارجية الأميركية ينهي جولته الأوروبية بلقاء نظيره البريطاني ويليام هيغ في لندن. وشدد كيري وهيغ على أن النظام السوري يتحمل مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي في هجوم 21 أغسطس (آب) الماضي، مما يستوجب ردا دوليا. ومن المرتقب أن يعود كيري إلى واشنطن عصر اليوم ليشارك في جلسات الكونغرس حول قرار توجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري.