كثير منا -معشر الموظفين غير المتمتعين بإجازة في رمضان - يمنون على الناس أن داوموا وهم صائمون ، فإن كنت من الباحثين عن ابتسامة طوال العام ، أو كنت ممن يشاركون في حملة ( اضحك للدنيا تضحك لك ) نصيحة تناسَ الأمر في رمضان ، واعتبر أن الله -جل وعلا- خلق الناس بلا شفاه ! وأن الضيق والضجر الذي يستقبلك بهما موظف صائم هو جزء من الصيام أيضا يمارس من باب (الاستزادة من الخير) الصوم عن التبسم ، و البعد عن البشاشة، و إن كنت موظفا مداوماً في رمضان واحتجت مراجعة بنك ما في نهار رمضان و سيان في القطاعين العام و الخاص ، فلا تذهب إن لم تكن مضطراً ، ذلك أن معاملتك ستتعطل لا محالة، لأنك تخرج من دوامك قبيل أذان العصر الساعة الثالثة، وتصل لتجد لافتة (مغلق للصلاة) وتنتظر عشر دقائق لتسمع الأذان، ثم ستنتظر أيضا ريثما يفك تزاحم موظفي البنك على دورة المياه الوحيدة من أجل الوضوء و للعلم سيحرصون على إتمام الوضوء و قاتل الله الوسواس الخناس لأنه لا تحلو له الوسوسة إلا و المراجع _مثلك _ ينتظر تحت عين الشمس وأنفاس السموم في الخااااارج ، ورجاء لا تفكر بالصلاة في البنك ، لأن شركات التأمين التي تغطي الحوادث التي قد يتعرض لها البنك لا تغطي الكوارث التي تقع وقت الصلاة فيما لو _لا سمح الله _ سمح البنك للعملاء بالدخول وقت الصلاة أو ترك الأبواب مشرعة وحصل اقتحام ، وحين يبدأ شمع رأسك بالذوبان تسأل أمن البنك متى تنقضي صلاتكم، فيجيبك في الرابعة إلا عشرا فتلتفت لإعلان أوقات الدوام لتفاجأ بأن نهاية دوام البنك في رمضان في تمام الرابعة ، و ستتبخر الدقائق العشر قبل أن يفتح لك الباب و يقولوا لك : ياالله ، لماذا تأخرت ، لا وقت الآن ، راجعنا غدا في وقت أبكر ! سنبقى عمراً طويلا معتقدين أننا مكرهون على العمل في رمضان حتى لو كان خيارنا ، و لن يدفع ضريبة منتنا على خلق الله إلا خلق الله ، و سيبقى الناتج في رمضان متدنياً و مثل عدمه ، و سنبقى نعتقد أن العمل ليس عبادة و أن ممارسة العبادات في نهار رمضان في وقت العمل استزادة في الخيرات و طلب للأجر و ضرب للقدوة الحسنة حتى والمراجعون يتحسبون علينا في الخارج ! @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain