×
محافظة تبوك

القاطنون بإسكان الوجه يطالبون بجامع بديل لـ «البركس»

صورة الخبر

غادر المئات من مسيحيي الموصل مدينتهم التي يعيشون فيها منذ قرون في شمال العراق قبل انتهاء المهلة التي حددها المسلحون المتطرفون، تزامنا مع عودة الرئيس العراقي جلال طالباني الى العراق السبت بعد رحلة علاج في المانيا. وقال مراسل وكالة فرانس في الموصل، مركز ما يسمى ب"الدولة الاسلامية" في شمال العراق ان المسيحيين من اهالي المدينة هربوا بسيارات خاصة وسيارات اجرة، قبل منتصف النهار. وقال ابو ريان وهو مسيحي غادر للتو المدينة ان "المسلحين سرقوا اموال ومجوهرات بعض العائلات عند نقاط تفتيش يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية عند خروجهم من الموصل" التي تبعد 350 كلم شمال بغداد. وافاد شهود عيان في الموصل انه تمت من بعض مساجد المدينة الجمعة دعوة المسيحيين الى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مع التذكير ببيان "الدولة الاسلامية"، والتأكيد على ان من يمتنع عن الخروج سيكون مصيره التصفية. وانتشر على مواقع على الانترنت بيان صادر عن "ولاية نينوى" يحمل توقيع "الدولة الاسلامية" وتاريخ الاسبوع الماضي جاء فيه ان هذا التنظيم اراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين "الاسلام" او "عهد الذمة" اي دفع الجزية، مهددا بانهم "ان ابوا ذلك فليس لهم الا السيف". ودفعت هذه التهديدات باهالي المدينة التي تعد بين اقدم المدن التي يعيش فيها المسيحيين العراقيين، الى الهرب. ورغم التهديدات قرر بعض مسيحيي الموصل البقاء في منازلهم، بينهم ابو فادي وهو مدرس لديه طفل رفض ترك الموصل حتى وان كلفه ذلك حياته. وقال لوكالة فرانس برس "نحن ميتون اساسا انسانيا، ولم يبق لدينا سوى هذه الروح، فاذا ارادوا ان يقطعوا هذه الروح، فانا مستعد لذلك، لكنني لا اغادر مدينتي التي ولدت وتربيت فيها". واضاف "فرت 25 عائلة من اقربائي امس (الجمعة) عن طريق تلكيف والحمدانية، لكنهم تعرضوا للسلب ونهبت جميع مقتنياتهم من اموال وذهب وحتى اجهزة الهاتف وحاجياتهم وملابسهم". وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال لفرانس برس مساء الجمعة "لاول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الان من المسيحيين"، مضيفا ان "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل" في اقليم كردستان العراق. وقال ساكو ان مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 الف شخص لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على المدينة منذ اكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها. وفي هذه الاثناء، يتطلع العراقيون اليوم الى عودة رئيس البلاد جلال طالباني (80 عاما) من رحلة علاج استمرت 18 شهرا، اثر اصابته بجلطة دماغية في المانيا. وتاتي عودة طالباني الى البلاد في الوقت الذي ترزح البلاد في اتون اعمق ازمة شهدتها خلال سنين اثر سيطرة الجهاديين على اجزاء شاسعة شمال البلاد. ولم تبرز حتى اللحظة ملامح تاثير هذا الزعيم الكردي الذي قضى سنوات في صفوف المتمردين على الاوضاع السياسية المتوترة في البلاد، لكن السنوات الماضية في العمل نجح خلالها في مد جسور بين الاطراف المتناحرة في بلاده وقد ساعد في معالجة التوتر. في غضون ذلك، يواصل مسلحون على راسهم تنظيم الدولة الاسلامية هجمات شرسة في مناطق متفرقة من البلاد وسيطرتهم على مناطق واسعة في محافظات نينوى ابرزها مدينة الموصل ومحافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك وديالى. ورغم تواصل العمليات التي تنفذها القوات العراقية لملاحقة المسلحين ومحاولات لاستعادة السيطرة على تلك المناطق، تستهدف هجمات متفرقة مناطق متفرقة بينها العاصمة بغداد. وقتل 16 شخصا واصيب العشرات بجروح في انفجار خمس سيارات مفخخة وعبوة ناسفة السبت في بغداد، حسبما افادت مصادر امنية وطبية. وقال عقيد في الشرطة ان "خمسة اشخاص قتلوا واصيب 14 بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق في منطقة ابو دشير، في جنوب غرب بغداد". وقتل اربعة اشخاص واصيب 19 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين في منطقة البياع وحي الجهاد، كلاهما في غرب بغداد، وفقا للمصدر. كما قتل ستة اشخاص واصيب 23 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين بفارق زمني قصير، في ساحة عدن، في شمال بغداد، وفقا لذات المصدر. واكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا. وقتل ضابط برتبة مقدم في الشرطة جراء انفجار عبوة لاصقة على سيارته لدى مروره في طريق القناة الرئيسي، في شرق بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية. من جهة اخرى، اصيب خمسة من عناصر الشرطة بجروح خلال اشتباكات مع مسلحين يحاولون السيطرة على ناحية الضلوعية (90 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر امنية وطبية. وقتل اثنان واصيب ثلاثة من المسلحين خلال الاشتباكات، وفقا للمصادر. وتزامنت الهجمات مع الهجوم مع مواصلة القوات العراقية تنفيذ عمليات شمال بغداد لاستعادة السيطرة على مناطق تحت سيطرة الجماعات الجهادية.