الجزيرة - متابعة وتصوير - عبدالله الفهيد: كثر الحديث واختلفت الآراء عن احتمالية أن تكون الإبل هي المصدر الناقل للالتهاب التنفسي الحاد الناتج عن فيروس كورونا، وللتوضيح استطلعت «الجزيرة» رأي الأستاذ الدكتور عبدالقادر بن عبدالرحمن الحيدر المشرف على وحدة الأبحاث الطبية والبيولوجية لمشتقات الإبل بكلية الطب والصيدلة بجامعة الملك سعود، الذي لخص ما كتب حول الموضوع بأسلوب علمي، حيث قال إن البحث الذي قام به فريق علمي من جامعة الملك سعود ونشر في مجلة علمية، وجد فيه الباحثون أجساما ًمناعية ضد فايروس كورونا في دماء الإبل مما يدل على تعرضها لذلك الفيروس. فهذا من الناحية العلمية (ولم يذكره الزملاء في بحثهم) ليس دليلاً على أن الإبل هي مصدر الإصابة بذلك الفايروس، بل لكون جهازها المناعي عالي المقاومة جعلتها تقاوم المرض ولم يظهر عليها أعراضه . وأضاف الدكتور الحيدر أن وجود الأجسام المناعية في دم الإبل يدل على مدى مقاومتها لذلك الفيروس، وفي الوقت نفسه يمكن الحصول على أمصال تستخلص من الإبل للوقاية أو حتى المعالجة من فيروس كارونا، كما أن ذلك لا يدل على أنها مصدر لإصابة الإنسان بل قد يكون الإنسان هو الناقل للحيوان. ولفت المشرف على وحدة الأبحاث الطبية والبيولوجية لمشتقات الإبل بكلية الطب والصيدلة بجامعة الملك سعود إلى تصريح منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي والذي يشكك في كون الحيوانات مصدراً للإصابة بفايروس كارونا، وكذلك تصريح الناطق الرسمي لوزارة الزراعة السعودية المهندس جابر الشهري أن مرض فايروس كارونا هو بشري وليس حيوانياً حيث وجد أن جميع الإصابات في الإنسان وليس في الحيوان. ونوه الأستاذ الدكتور الحيدر إلى أن بيان معالي وزير الصحة مطمئن جداً في أن عدد حالات المصابة قليل ولم يصل إلى أن يكون وباء، كما أكد عدم معرفة مسببات انتقاله، لافتاً أنه على المستوى العالمي هنالك إصابات بالكارونا لمرضى لم يثبت أن اختلطوا بالإبل، بل ولم يشاهدوها، أما كون الرجل المصاب قد خالط الإبل فقد تكون الحالة هي العكس بأن المصاب هو الذي نقل الفيروس للإبل ولكنها لم تتأثر بتلك الإصابة لقوة جهازها المناعي. واختتم المشرف على وحدة الأبحاث الطبية والبيولوجية لمشتقات الإبل بكلية الطب والصيدلة بجامعة الملك سعود في حديثه لـ»الجزيرة» بطلب دراسة مسببات الإصابة بفايروس كارونا، وأنه ينبغي تكليف لجنة علمية من أساتذة وأطباء مختصين بأمراض المناعة والفيروسات، وكذلك أن تكون دراسة هذا الموضوع مبنية على أسس علمية إحصائية وأن تشترك كل من وزارتي الزراعة والصحة وممثلون مختصون من الجامعات في تلك الدراسة التحليلية.