بدأت قبل دخول شهر رمضان معركة رقابية شعبية ضد تسخير الإعلام لمناقشة قضايا تسيء لأخلاقيات وسمعة المجتمع، وتناقش مفاهيم قد تكون غائبة عن فئات كثيرة، خصوصاً الصغار من الأبناء والبنات. الاهتمام بالإعلام المحافظ على الفضيلة، أمر يسر كل المتابعين. لقد لقيت الدعوة لمقاطعة بعض القنوات والبرامج استجابة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت بالقنوات للرضوخ للرأي العام. ألغت قنوات مسلسلات كانت تنوي بثها في الشهر الكريم، وتوجهت أخرى لتغيير مواعيد عرض المسلسلات التي تتعرض لسلبيات اجتماعية لأوقات عرض بعيدة عن ساعات الذروة. يستمر وجود بعض البرامج التي لا تفيد المشاهد، بل إنها تتنافى مع ما يرغبه الآباء والأمهات من ترفيه بريء يمكن أن يثقوا به ويتركوا أبناءهم وبناتهم يشاهدونه دون رقابة. البرامج الساخرة والتي يمارس المشاركون فيها حركات غير مقبولة والكوميديا المبتذلة بدأت تفقد جمهورها مع تقدم الأيام. يبدو أن المجموعات الإعلامية بنت توزيع برامجها على أفكار وقناعات لم تعد صالحة لهذا العام، وبالتأكيد لن تكون ملائمة للسنوات المقبلة. يمكن أن نعزو التغيير في المزاج العام إلى مجموعة من المتغيرات. على أن العنصر الأهم في معادلة قبول محتوى البرامج، هو استمرار اهتمام الأسرة بالفضيلة والحرص على ترسيخ مفاهيم الإسلام داخل البيت. تحوُّل محتوى بعض البرامج الفكاهية إلى السطحية والاعتماد على التعامل مع الرغبات والغرائز هو العنصر الذي أفقد بعضها ميزة المشاهدة الأعلى. أتوقع أن يستمر الابتعاد عن البرامج ضعيفة المحتوى في السنوات القادمة. يعيدني هذا إلى مفهوم الإعلام "العفيف"، وبالعفيف أعني تلك البرامج التي يشاهدها الجميع بمختلف اهتماماتهم وانتماءاتهم. البرامج التي يسعد الآباء وهم يشاهدون أبناءهم يتابعونها. البرامج التي يمكن أن تترك طفلك ليتابعها دون أن يكون "الريموت" بين يديك في محاولة لتجنب ما يمكن أن يظهر فجأة خلال البرنامج. برامج مثل "في الصميم وخواطر وفرسان سلمان ويا هلا رمضان" والمسلسلات التي ترسخ الأخلاقيات المقبولة. هذه البرامج جذبت مشاهدات أكبر وهي مجال التنافس في القادم من السنوات. ستستمر طفرة المشاهدة لهذه النوعية من البرامج لدى الجمهور الجديد، والذي يجب أن تتفاعل معه المجموعات الإعلامية بعيداً عن تشريح المجتمع، ونشر الغسيل، والابتذال الذي لم يعد مقبولاً لدى الناس.