بحكم عملي السابق بمستشفى الملك فيصل التخصصي، كنت قريباً من المراحل التأسيسية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي. هذا القرب أتاح لي معرفة كمية الجهد الذي كان يبذله الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في تحويل هذه الجمعية من حلم إلى واقع. ولكوني كنت قريباً أيضاً من مركز قيادات الوطني للكلى والمركز السعودي لزراعة الأعضاء، فلقد كنت ألمس بشكل يومي، وطيلة الـ 25 سنة الماضية، معاناة المرضى وذويهم، وكيف كانوا بحاجة ماسة إلى من يتبنى قضاياهم أمام المؤسسات الحكومية والخيرية، أمام الإعلام ورجال الأعمال. صباح اليوم، طالعت على الصفحة الأولى خبراً عن أن مجموع ما صرفته جمعية «كلانا» على مرضى الفشل الكلوي منذ انطلاقة البرنامج غرة محرم 1428 وحتى شعبان 1435، مبلغاً قدره 234 مليون ريال. ولو حسبناها بشكل سريع، فستكون المصروفات بواقع 29.3 مليون ريال سنوياً، و2.4 مليون ريال شهرياً. وهذا لا شك نتاج جهود أعضاء اللجان التي سخّرت وقتها لخدمة هذه الشريحة المتْعَبَة جسدياً ومادياً. أتمنى وبكل صدق، أن تصيب عدوى «كلانا» كل الجمعيات التي تخدم المرضى. تلك الجمعيات تتعثر جهودها دوماً في الوصول إلى المتبرعين الفاعلين، لأن مسؤوليها لا يملكون مفاتيح العمل المهني، ولا فكر العمل الخيري. هؤلاء سيصطفون في النهاية، كما أشرت قبل أسبوعين، في طوابير الباحثين عن الصدقات، وهذا بالنتيجة، سيؤثر على مرضى الجمعية.