في الوقت الذي يستبشر فيه المواطنون والمقيمون في حال انتهاء مشروع، خاصة مشاريع الطرق وما يصاحبها من حفريات تتسبب في ازدحامات واختناقات داخل الأحياء في مدن السعودية ومحافظاتها، يفاجأ الجميع بعد سفلتة الشوارع وإعدادها للمركبات ببدء مشروع جديد لجهة خدمية أخرى ليبدأ المقاول حفريات جديدة في الموقع ذاته أو يجاوره بأمتار قليلة. الحفريات خاصة في الأحياء القديمة «اختناق ومعاناة». وباتت الحفريات "سمة بارزة" لكثير من شوارع المدن والمحافظات، والأدهى والأمر أنه بعد انتهاء المشروع، ولدى القيام بعمليات إعادة الطريق أو الشارع إلى سابق عهده من سفلتتة وإنارة وغيرها، يفاجأ مرتادوه بأن السفلتة وإعادة تأهيله ليست بالجودة المطلوبة. زحام وتكدس وأحيانا ضرر .. معاناة مستمرة للمركبات وقائديها. ورصدت جولة مصورة لـ "الاقتصادية" الكثير من الحفريات التي تعج بها شوارع الرياض والدمام وغيرهما من المدن السعودية، حيث لا يكاد المرء يعبر أحد الشوارع إلا ويقع فريسة لحفرة من تلك الحفر فيتضرر هو ومركبته منها. الحفريات وبعض معدات المقاولين صورة مألوفة في بعض شوارع الرياض. وفي الشتاء "تتعرى" الطرق والشوارع خاصة بعد هطول الأمطار، الأمر الذي يدل على ضعف مشاريع السفلتة أو عدم مطابقة بعضها للمواصفات. وهنا يقول لـ "الاقتصادية" سامي الغامدي مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة: "نعاني عدم وضوح الرؤية بالنسبة لبعض الجهات المعنية بتنفيذ خدماتها، فكثيراً ما نجد حفريات مشاريع جديدة أو طارئة وما شابه ذلك". حادث وقع أخيرا في أحد شوارع الرياض. وأكد أن الحفريات داخل أحياء جدة ــ على سبيل المثال ــ تتفاوت، إذ يوجد عدد من المشاريع للجهات الخدمية مثل: "المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات"، مشيرا إلى أن هذه الجهات وبحسب الأنظمة تأخذ إدارة تنسيق المشاريع تصاريح من الأمانة، وبعض الجهات أعمالها تأخذ وقتاً ليس بالقصير، وذلك حسب طبيعة المشروع. أحد شوارع الدمام وتبدو آثار حفرة بعد إعادة سفلتتها. وشدد الغامدي على أن كل جهة ملزمة بإصلاح الشارع بعد الانتهاء من الحفر، كما أنها ملزمة كذلك بتوفير مراقبين لمشاريعها، دون أن يخفى أن للأمانة دورا في متابعة تلك الجهات حال ورود أي شكاوى أو ملاحظات عليها تؤكد مخالفتها الأنظمة. وحول ما يتعلق بالسفلتة أكد أن أمانة جدة لا تقوم بأعمال الصيانة عموما إلا بعد الانتهاء من مشاريع الخدمات الأخرى، ويكون ذلك وفق الجداول والميزانيات المعتمدة. "تمهل" .. عبارة اعتاد عليها قائدو المركبات في شوارعنا. وتساءل عبد الرحمن العتيبي "مواطن يقطن في الرياض" عن الدور الحقيقي والفعلي الذي تقوم به "إدارة تنسيق المشاريع" في الأمانات، ضاربا المثل بأن الشارع الذي تقع فيه الشركة التي يعمل فيها وسط الرياض، شهد حفريات في فترة زمنية قصيرة مرات عدة، مستغربا من بدء حفريات لمشروع استغرق عدة أيام وتمت إعادة السفلتة بطريقة وصفها بـ "بالسيئة"، ثم بعدها بنحو أسبوعين أو ثلاثة تم الحفر مرة ثانية في موقع يبعد سنتيمترات قليلة عن الموقع الأول؛ لكن هذه المرة لجهة خدمية أخرى.