اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية الدكتور سامي نادر، أن عملية عاصفة الحزم أسقطت المشروع الإيراني التوسعي المشروع، والذي بدأت معالمه بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، فأسقطت مشروع الدولة الجامعة في العراق، واكتملت الصورة بالحركة الحوثية داخل اليمن، وقال إن إيران حاولت السير على مسار آخر إضافة إلى مشروعها النووي وهو مسار التوسع العسكري على الأرض بعدما بات المشروع التفاوضي النووي يشكل غطاء وحماية لها. وأشار إلى أن إيران تعي أنها لا يمكن أن تواجه هذا التحالف لما يمثله من ثقل عربي إسلامي، متوقعا أن تمتص هذه الضربة وسوف تحاول التسلل لإحداث خرق ما لأنها لا تملك الإمكانية لتواجه موازين القوى القائمة، كما أنها لا تريد أن تستنزف على أكثر من ساحة مواجهة لأنها في مواجهة عسكرية في الداخل السوري والعراقي وعلى الساحة اليمنية، إضافة إلى المواجهة السياسية التي تخوضها في أماكن عدة. وأضاف الدكتور نادر إذا لم يكن هناك من يقف بوجه هذا المشروع التمددي لإيران فسيصبح هذا الأمر واقعا يوما بعد يوم بسبب التراجع الأمريكي، وتشتت المواقف العربية بين مؤيد ومعارض، مشيرا إلى أن إيران تحضر لهلال شيعي بحري فيما لو استطاعت السيطرة على الموانئ العربية، إذ أنها تسعى لأن تكون الشرطي الأول والقوة الأقوى في المنطقة. وأفاد أنه ما قبل عاصفة الحزم كانت الأمور مختلفة لأن إيران كانت مستفيدة من الفراغ الذي تركته أمريكا بعد انسحابها وأيضا من الفراغ العربي والإسلامي بسبب عدم فاعلية المواقف العربية، وعدم تنظيم القوة في خدمة القانون والاستقرار. وشدد الخبير السياسي على أن عملية الحزم، وإن كانت هدفت إلى دعم الشرعية في اليمن، ووقف التمدد الحوثي، فإن من بين أهدافها أيضا صد التوسع الإيراني بدءا من اليمن وإعادة التوازن إلى المنطقة بعدما بدأت معايير القوة تميل بشكل واضح لمصلحة إيران كما أنها قد أوقفت الأحلام الإيرانية.