ليس جديدا على الغوغاء في إيران اقتحام السفارات بل احتلالها. لقد قاموا قبل ثلاثة عقود تقريبا، باحتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا فيها كل الدبلوماسيين والموظفين. وعندما قاموا بغزو السفارة السعودية في عاصمة بلادهم، وقنصليتها في مشهد، وقاموا بأعمال إجرامية كإشعال النيران وقطع التيار الكهربائي، وتكسير محتويات السفارة، ونهب وسرقة أثاث وأجهزة، تحت سمع وبصر السلطات الطائفية العنصرية الإرهابية الإيرانية، عندما يقومون بكل هذا، فهم في الواقع يمارسون السلوكيات التي اعتادوا عليها، وليسوا على معرفة بأي سلوكيات أخرى. إيران في ظل نظام الملالي، لا تعرف معنى العلاقات الطبيعية كي لا نقول الطيبة مع بقية الدول. إنها عدوانية بطبيعتها، ومخربة بصورة غريزية، ولذلك، فهي لا تفهم الحد الأدنى من صيغة العلاقات الدولية. أمام هذا العدوان الجديد بل المتجدد، أقدمت المملكة على ما يجب أن تقدم عليه، وهو قطع العلاقات الدبلوماسية مع بلد لا تشكل له الدبلوماسية وسيلة، ولا قيمة للتفاهم عنده. فتاريخ إيران في أعقاب ما يسمى بـ الثورة، يسبقها في سمعتها السيئة على الساحتين الإقليمية والدولية. وحاولت السعودية على مدى عقود أن تجر إيران نحو العلاقات الطبيعية، وحسن الجوار، والتفاهم حول أي قضية تمثل خلافا معها، فأبقت على العلاقات الدبلوماسية وقنوات الاتصال والتواصل. وأكدت في كل المناسبات، أن من مصلحة إيران نفسها والمنطقة كلها، أن يجنح النظام الإيراني إلى الحوار والسلم والحلول السياسية، وأول الخطوات بهذا الصدد، ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وأن توقف عدوانها المتنوع ما بين الأعمال العسكرية التخريبية والتحريض على التخريب، وأن تنهي صناعة الإرهاب. هل توجد وزارة خارجية في دولة طبيعية لا ترد على اتصالات أي من السفارات الممثلة لديها؟! هكذا فعلت وزارة خارجية نظام الملالي. لم ترد على اتصالات السفارة السعودية التي سبقت العدوان عليها بساعات كانت كافية لوقف أي عمل إجرامي وإرهابي يخطط له الغوغاء. لكن بماذا ترد الوزارة؟ إذا كانت هي نفسها والنظام الذي تمثله داعمين ومساندين لمثل هذا الاعتداء السافر. وقد بدا هذا واضحا عندما نفذ الاعتداء، لم يتحرك أي من أفراد السلطات الأمنية لوقفه، أو لتوجيه حتى تهديد لهؤلاء الغوغاء الطائفيين الذين وفروا بأعمالهم الشنيعة التوصيف الحقيقي لطبيعة وشكل النظام الحاكم في البلاد كلها. إنها سياسة قطاع الطرق، الذين لا يعرفون معنى المواثيق والتعهدات والأعراف الدولية. لقد عبر العدوان الذي تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتان في إيران، عن السياسة الحقيقية لطهران في المنطقة والعالم. هكذا تدير سياستها الخارجية. والغوغاء ليسوا إلا نتاج هذه السياسة الفظيعة. العالم عرف إيران على حقيقتها منذ زمن بعيد، ولذلك لم يكن غريبا أن يتصدر هذا البلد قوائم البلدان الداعمة للإرهاب، والمؤيدة لكل نظام يظلم ويعتدي على شعبه. بل إنها مشاركة في أعمال قتل إرهابية همجية في غير بلد في المنطقة. والأمثلة نراها يوميا على الساحة، من سورية إلى لبنان والعراق واليمن والبحرين والكويت والمملكة وغيرها. إن إيران لا تمارس السياسة في أي منحى، بل هي منغمسة في إرهاب دولة، وهو إرهاب من النوع الأخطر، بات من واجب المجتمع الدولي أن يضع حدا سريعا له. لا أمل أن تفهم إيران الطائفية العنصرية الإرهابية الحد الأدنى من العلاقات الدولية. فالتجارب أثبتت أنها تفشل في مثل هذه المهمة البسيطة والبديهية. إنها مقادة من نظام، يرى في السلم عدوا، وفي التفاهم فريسة، وفي الإنسانية بلاء! هذه هي إيران بحقيقتها الواضحة. أنت لا تحتاج إلى مفسر لذلك، إن أعمالها البشعة ونتائجها تتحدث عن نفسها.