عندما ابتليت "الجزائر" بالإرهاب" ذات زمن، قالت الصحافية الجزائرية الشهيرة "سليمة غزالي": (إذا أردتم أن تعرفوا ماذا يحدث في الجزائر، لا تنظروا لرفاهية بعض الجزائريين، بل انظروا إلى المقابر، حيث تجلس أمهات القتلى من قوات الأمن بجوار أمهات المتطرفين، يبكين معًا). ما يجري اليوم -حتى في البلدان المستقرة- من قتل للأبرياء، وحشية ما بعدها وحشية، وإلاّ فما هو ذنب الجنود الذين اغتالتهم يد الغدر، وهم يؤدون واجبهم على حدود بلادهم في "الوديعة"؟! وكيف هو شعور أمهات "المتطرفين" حينما يعلمن بأن تلك المأساة من صنع أبنائهن؟! وأن أياديهم قد تلطخت بدماء أبرياء صائمين في شهر كريم عظيم، فيتموا أطفالاً، نساءً.. إنها الفتنة التي حذر منها المصطفى صلى الله عليه وسلم ووصفها القرآن الكريم بأنها (أشد من القتل). لا أعرف سببًا مقنعًا يدعو أولئك للتطرف للدرجة التي تجعلهم يدفعون حياتهم رخيصة لإرضاء عدو حاقد، وهم كانوا يعيشون في رغد من العيش يحسدهم عليها الكثير، فيهجرون أهليهم ووطنهم، ويتركون وظائفهم، ويسخرون أنفسهم أداة في يد الخارجين عن الدين وعن القانون، وأتساءل: كيف غُرر بهم، واستسلموا للقوى المعادية التي تدفعهم إلى قتل أبناء وطنهم، وخيانة بلإدهم، وزعزعة أمنه واستقراره؟! وأستغرب أن يستجيب أولئك المغرر بهم إلى تنفيذ مخططاتهم الإجرامية في يوم عظيم وشهر كريم! قتل بلا معنى، وبلا سبب مقنع، ومعركة بدون قضية يقوم بها مواطنون منشقون عن الصف ضد وطن علًمهم ورعاهم صحيًّا واجتماعيًّا ولم يبخل عليهم بشيء. انظروا أيُّها الجاحدون لأفضال هذا البلد حولكم، وقارنوا ما بين أوضاعكم وأوضاع الشعوب الأخرى المحيطة بكم، لتروا الفارق الكبير، أنظروا لنعمة الأمن الذي تتفيئونه، ولرغد العيش الذي تعيشونه، وجهوا "بوصلاتكم" باتجاه الشمال والشرق والجنوب، إلى العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، لتدركوا بأنكم تعيشون عيشة استقرار، وأن هناك عيونًا ساهرة، وأمنًا وقائيًّا، يصد عنكم ما ابتليت به تلك الدول من تمزق في نسيجها الاجتماعي، ويصد عنكم أيضًا مؤامرات أعدائكم الذين اتخذوا أشكالاً وأسماء عديدة، من داعش وتكفير ونصرة وقاعدة إلى حزب الله. لقد حان لنا أن نحكم صوت العقل، وأن نلقي بدعوات الشامتين والمرجفين والقوى التي يضايقها استقرارنا خلف ظهورنا، وأن نتكاتف في سبيل أن يظل الأمن يرفرف علينا جميعًا، وتظل مساحة هذه البلاد آمنة، وعصية على من يريد بها شرًّا، حفظ الله بلادنا وأمنها من كل شر. hnalharby@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain