بكين: «الشرق الأوسط» طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، من الصين مزيدا من «الشفافية» بعد التوتر الذي أثاره قرار بكين الأحادي بإقامة «منطقة للدفاع الجوي»، في بحر الصين الشرقي. وقال كيري: «لقد أعربنا بوضوح عن شعورنا بالنسبة إلى الإعلانات الأحادية، ونأمل في أن تتخذ (السلطات الصينية) الإجراءات المستقبلية بطريقة منفتحة جدا وشفافة». وأدلى كيري بهذه التصريحات بعدما عقد اجتماعا مع الرئيس الصيني تشي جينبينغ وآخر مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي. ووصل كيري إلى الصين قادما من سيول، في إطار جولة له إلى آسيا التي تعدها الإدارة الأميركية «محور» دبلوماسيتها، وتأتي في جو من التوتر الإقليمي. وشدد كيري، في تصريحاته التي برز فيها دعم واضح لحلفاء واشنطن في المنطقة، على أن جزر سينكاكو التي تتولى إدارتها طوكيو، لكن تطالب بها بكين، وتطلق عليه اسم ديايو، تنطبق عليها معاهدة الأمن التي تنص على تدخل الولايات المتحدة، في حال هاجمتها دولة أخرى. وتشكّل كوريا الشمالية أيضا أحد أبرز المواضيع المدرجة على جدول أعمال رحلة الوزير الأميركي. ولا تزال الولايات المتحدة تأمل بتعاون أفضل من بكين، الحليفة الوحيدة البارزة لبيونغ يانغ، لإقناع نظام كيم جونغ أون بالتخلي عن برنامجه النووي. وقال كيري للصحافيين إن المحادثات مع الرئيس تشي «كانت بنّاءة جدا وإيجابية جدا، وأنا مسرور، لأنه أتيحت لنا فرصة درس بعض التحديات، التي تشكلها كوريا الشمالية بالتفاصيل». لكنه لم يأتِ في المقابل على ذكر العلاقات بين بكين وطوكيو، التي تدهورت كثيرا منذ أكثر من سنة، فيما يتفاقم الوضع منذ نهاية السنة الماضية. وكانت الصين أثارت عاصفة دبلوماسية عبر إعلانها من جانب واحد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي «منطقة مراقبة للدفاع الجوي» على قسم كبير من بحر الصين الشرقي، الذي يشمل ترسيمه جزرا خاضعة لسيطرة اليابان، لكن تطالب بها الصين. وتدهور الوضع بشكل إضافي، بعد زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في 26 ديسمبر (كانون الأول) إلى ضريح ياسوكوني في طوكيو. وتعدّ الصين أن هذا المكان يرمز إلى العدوان والاحتلال العسكري الياباني قبل وخلال الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، لم يقم البلدان الجاران بأي شي لنزع فتيل التوتر. وأوردت صحيفة «اساهي شيمبون» اليابانية، في الآونة الأخيرة، أن الصين وضعت الأسس لمشروع منطقة دفاع جوي جديدة تشمل جزر باراسيل، الأرخبيل الصغير الخاضع لسيطرة بكين لكن تطالب به فيتنام. وتطالب الصين بكل بحر الصين الجنوبي تقريبا، بما يشمل مناطق بعيدة جدا عن سواحلها، فيما تمارس البحرية الصينية، بحسب رأي مراقبين، ضغطا متزايدا حول جزر صغيرة تسيطر عليها الفلبين. وحذرت وزارة الخارجية الأميركية بكين من مبادرة فرض منطقة دفاع جوي جديدة في بحر الصين الجنوبي، وهو ما قد يعد «عملا استفزازيا وأحادي الجانب يزيد التوتر». لكن بكين رفضت هذا التحذير، مؤكدة سيادتها في مجال الدفاع. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن «الصين وبصفتها دولة تتمتع بالسيادة لها كل الشرعية للتحرك في مجال أمنها الجوي، بما يشمل فرض منطقة مراقبة للدفاع الجوي».