بلغ بعضهم من العمر عتيا، ومع ذلك لم يتحرج من طلب العلم، ولم يوقفه ذلك من أن يبدأ فصلا جديدا في حياته يتعلم فيه القراءة والكتابة لأول مرة، ويمسك بالقلم ليخط به على الورق الحروف الأبجدية، بعد أن حرمته ظروف الحياة الصعبة في مقتبل حياتهم من نعمة التعليم، واضطرار كثير منهم للعمل اليدوي لتوفير لقمة العيش. ولذلك استهدفت وزارة التربية والتعليم خلال عامين 600 دارس ودارسة في منطقة الباحة، لإكمال تنفيذ حملاتها التوعوية لمحو الأمية في المملكة منهم 300 دارس خلال هذا العام و300 دارسة العام الماضي، بغية إيصال التعليم إلى مختلف شرائح المجتمع. تركيز وشغف بالتعليم صاحب هذا المسن أثناء تلقي الدروس. وبدأت الحملات الصيفية في تحقيق جميع أهدافها التعليمية والتوعوية التي خططت لها وزارة التربية والتعليم في المناطق التي تنفذ فيها الحملة، والمشتملة على "50" مركزاً خاصا بالرجال و"30" مركزاً خاصا بالأميات على مستوى المملكة. وتعزز هذه الخطوة استراتيجية التعليم التي اهتمت بتعليم الكبار ومحو الأمية منذ ما يقارب الــ47 عاماً من أجل بناء المجتمع السعودي والنهوض به في شتى المجالات من خلال تطوير الفرد وتعليمه سواء كان صغيرا أم كبيرا. جد و اجتهاد في كتابة الدرس رغم تعب البصر. وبالعودة إلى حملة التربية لمحو أمية الرجال في منطقة الباحة فقد ركزت جهودها هذا العام في قطاعي "دوس" و"بني عدوان" في الباحة، فيما كانت حملة الإناث في قطاعي "دوس" و"بني كبير"، وقد صاحبها العديد من الفعاليات الصحية والثقافية والاجتماعية والترويحية للعديد من الجهات المشاركة في المنطقة. ويلبي كبار السن من خلال هذه الحملة شغفهم بالتعليم الذي حرموا منه إبان شبابهم، بسبب ظروف الحياة الصعبة التي واجهتهم في العقود الماضية، حيث يجدون في هذا العصر فرصة سانحة للتبصر بأمور الدين والدنيا. يد تمسك بالقلم لتعلم الكتابة بعدما تمرست في العمل لتأمين معيشتها. أحد المستفيدين من البرنامج يحمل كتبه الدراسية ونسخة من القرآن الكريم. «واس» وسطر كبار السن الذين أصروا على النهوض بمستواهم التعليمي أروع الأمثلة في الصمود والطموح نحو الارتقاء بفكرهم مهما طالت بهم سنين العمر، متطلعين لغد أفضل يتزامن مع موعدٍ جديد يذهبون فيه لمقاعد الدراسة ويؤدون فيها ما يُوكل إليهم معلموهم من واجبات دراسية يتبارون على حلها ما بين القراءة والكتابة.