×
محافظة المنطقة الشرقية

التحويلات المالية عبر الإنترنت تقترب من مليار استرليني يومياً في بريطانيا

صورة الخبر

فصل ابن الـ 16 هاتفه المحمول من الشاحن الكهربائي وخرج من غرفته متجهاً إلى الصالة حيث تجلس والدته. دخل ووجدها تصلّي صلاة التراويح على سجادتها. انتظر للحظات حتى انتهت من صلاتها ثم استأذنها للخروج مع صديقه وترددت للحظات في السماح لوحيدها بالمغادرة. قبَّل رأسها عدة مرات وهو يحاول إقناعها معللاً حاجته للخروج من البيت بطفشه وملله من الجلوس أمام التلفاز لمشاهدة المسلسلات الرمضانية المكررة. وافقت على مضض وقبَّل رأسها لمرة أخيرة وخرج. ركب السيارة مع صديقه وبدأ الأخير بالحديث متذمراً من انتظاره الطويل فتعذّر الأول بصلاة والدته. مطّ صديقه شفتيه مبدياً عدم رضاه ثم تجاهل الأمر بصمت. بدأ الاثنان بعدها رحلة التفكير في المكان الذي سيقضيان به سهرتهما لهذه الليلة. فترة عصف ذهني يمارسها الاثنان كل مرة يخرجان فيها ويصطدمان معها بخيارات محدودة و.. سيئة. صرّح صديقه برغبته الذهاب إلى المقهى لتدخين الشيشة التي يعشق وهو مارفضه بشدة مفضلاً قضاء سهرتهما في مكان آخر. اقترح هو الذهاب إلى أحد المجمّعات التجارية للنزهة وتناول العشاء وقوبل برفض صديقه بحجة مضايقات السلطات الدينية للشباب هناك. احتار الاثنان إلى أين يذهبان؟ أغلب الأماكن لا ترحّب بهما بسبب عزوبيتهما والباقي المتبقي يعاني من الغلاء الشديد وهو ما لا يقدر الاثنان على كلفته في بلد يقضي فيه الشباب أوقاتهم بين الاستراحات والمقاهي أو يهربون للصحراء ليستردوا جزءاً من حريتهم المسلوبة. ضرب صديقه بيده على مقود السيارة بغضب لعدم وجود أي مكان ترفيهي يستطيعان قضاء الليلة فيه وأعاد خيار المقهى على الطاولة. رفض بسرعة واقترح على صديقه الذهاب لبيته والجلوس في الملحق لمشاهدة التلفاز لكن صديقه تسلم رسالة نصية تألقت عيناه معها فرحاً بعثوره على المكان المناسب لقضاء سهرتهما. فتح صديقه فمه يخبره بالمكان لكنه قاطعه قبل انتهائه من الكلام معلناً بوضوح عدم رغبته الذهاب إلى هناك. حاول صديقه إقناعه بذهابهما إلى هناك وبأنها فرصة لن تتكرر وأنهما سيذهبان للفرجة فقط وأقسم بعدم المشاركة لكنه رفض بشدة وهو يسترجع تعليمات والدته المتكررة بخصوص هذا الأمر. غضب صديقه لتعنته وأوقف مركبته جانباً وأعلن عدم تحركه من مكانه حتى يقترح عليه مكاناً للذهاب إليه بدلاً عن اقتراحه المرفوض. أسقط بيده وعرف أنه وقع في مأزق قد يخسر بسببه صديقه الوحيد. أعلن بعد تردد قبوله بعرض صديقه بشرط ذهابهما للفرجة فقط وفي مكان منزو. صفق صديقه بسعادة وتحرك بمركبته متجهاً إلى مكان الحدث. وعد صديقه بصدق بالوقوف موقف المتفرج والمتفرج فقط. فجعت أمه بعد ساعات بخبر مقتل ابنها الوحيد في ساحة «تفحيط» وهو يقف موقف المتفرج، المتفرج فقط.