تمسك وزير التربية والتعليم العالي في لبنان إلياس بوصعب بموعد غد الخميس لإجراء الامتحانات الرسمية، وأكد أنه «غير مستعد لتأجيلها ولو لمدة ربع ساعة»، وذلك على خلفية الإضراب الذي يمضي فيه القطاع التعليمي الرسمي احتجاجاً على عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وعلى رغم «النصيحة» التي أسداها له رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن «انتبهوا لا تستطيعون أن تجروا امتحانات بهذا الشكل». وأوضح بوصعب في مؤتمر صحافي عقده بعد فشل انعقاد الجلسة التشريعية المخصصة للبحث في السلسلة أمس، أنه «سيناقش الخيارات مع الأساتذة لان ما بعد الجلسة مختلف عما قبله»، مشيراً إلى أنه يريد «من الأساتذة أن يكونوا مشاركين في القرار»، ولافتاً إلى «أن نقطة الخلاف الوحيدة مع الأساتذة كانت إعلاني عن يوم الامتحانات قبل جلسة السلسلة»، وقال: «سبق أن قلت للأساتذة إن الحل في إقرار السلسلة سياسي والضغوط لا تنفع». وقال: «كانت هناك اتصالات لغاية صباح اليوم (أمس) وآخرها كان مع النائب وليد جنبلاط وشرحت وجهة نظرنا ووجهة نظر الرئيس بري وكل الأفرقاء من أننا مع التوازن بين الإنفاق والإيرادات، وتالياً لا خوف على السلسلة ولن نقر أي شيء حول السلسلة يؤدي إلى خراب البلد، وتوصلنا إلى تفاهم على أنه في حال دخلنا المجلس النيابي وتأمن النصاب، أي معارضة لأي بند تكون اعتراضاً، ومن لا يعارض يصوّت مع، إنما حدث ما حدث، ثمة فريق سياسي لم يقتنع بالسلسلة». وخاطب الأساتذة قائلاً: «اليوم ليست النهاية، بل البداية، ومن ناضل مدة ثلاث سنوات لا يشعر باليأس، سنبقى نطالب ويبقى الصوت عالياً، وهناك أمور عدة سنعمل عليها مستقبلاً، ولم تتغير الأمور على رغم الاختلاف في وجهات النظر». واعتبر أن «موقف الرئيس بري كان معبراً لناحية توقيف النقاش بسبب غياب طرف عن الجلسة، ووزير المال أعطى شرحاً طويلاً لهذه المواضيع، وأريد أن أثني على الكلام الذي قاله لأنه في كل مرة، في كل النقاش الذي أجريناه مع كل الأفرقاء كنا بحاجة إلى تدخل من وزارة المال لتوضيح أي رقم من الأرقام، فكان يتم التواصل مع وزير المال وكان يعطينا الأجوبة التي نحن في حاجة إليها». وأضاف: «في موضوع الامتحانات الرسمية، أشارك الرئيس بري في كلامه، خصوصاً بعد الأجواء التي نعيشها، لناحية عدم إجراء الامتحانات بهذا الشكل، وهذا صحيح، أي طالب اليوم يركز على الدرس والامتحانات؟ ونأسف لأننا وصلنا في موضوع التربية والامتحانات الرسمية إلى أن ندخل أولادنا وعائلاتنا في هذه الأجواء». وقرأ بوصعب رسالة قصيرة عبر هاتفه «هي واحدة من آلاف الرسائل التي تصله وتطالبه بإجراء الامتحانات وإخراج الطلاب من وضعهم، كنموذج عن الوضع الراهن»، وقال: «القرار الذي اتخذته بضرورة إعلام الطلاب قبل أسبوع من إجراء الامتحانات الرسمية وإنْ سبّب إزعاجاً للأساتذة، وأتفهم صرختهم، وأعرف أنهم معنيون بالامتحانات وبالطلاب أكثر، أكرره اليوم بالقول إن إجراء الامتحانات الرسمية هو بيد وزارة التربية فقط، وسأجتمع مع المعنيين الذين يمثلون الروابط في التعليم الرسمي لأنهم المعنيون مباشرة بالامتحانات»، مؤكداً للطلاب «أن الأسبوع الجاري لن ينتهي من دون انتهاء هذه المعاناة، كيف؟ الامتحانات ستحصل الخميس، ولن أتراجع عن هذا التاريخ، سيكون لي لقاء مع الأساتذة»، موضحاً أنه «يعول على إنسانية الأساتذة وتفهمهم، وهذا ما أوصانا به الرئيس بري». ولفت إلى أنه سبق وأوصى بأن يعتصم المعلمون داخل وزارة التربية لأن «ذلك أفضل وأشرف للأستاذ من أن يكون في الشارع، وعندما أدخل إلى الوزارة أكون واحداً منهم، لأن وزارة التربية هي الوزير والإدارة والأساتذة والطلاب». سياسة العرب