×
محافظة حائل

مصرع 4 أشخاص وإصابة اثنين بعسير

صورة الخبر

عندما تقول وزارة الخارجية إنها على ثقة من حرص المواطنين والمواطنات الشديد على تمثيل الوطن في الخارج بالصورة المشرفة التي تليق بهم كمواطنين للحرمين الشريفين، وقبلة للمسلمين، ومهد الحضارة الإسلامية والقيم العربية الأصيلة، فإن هذا القول لا يزيد عن كونه أمنية لا أكثر وأملا تتطلع إليه الوزارة. وفي الغالب الأعم لا يمثل المسافر إلى الخارج سوى شخصيته وثقافته ومفاهيمه وقناعاته الذاتية كواحد من البشر وليس سفيرا لتلك المعاني والقيم التي ذكرتها الوزارة، ولذلك ننصحها بأن لا تكون على ثقة من «الحرص الشديد» للمواطنين والمواطنات على تمثيلها، وأن تتوقع ما يمكن حدوثه لأي إنسان. بعض المواطنين في سفرهم للخارج يظن أنه انتقل من منطقة إلى أخرى داخل وطنه مع فارق واحد فقط هو حمله لجواز السفر وليس بطاقة الهوية الوطنية. يأخذ معه ما يشاء ويتجاوز الأنظمة متى شاء ولا يهتم بقراءة تعليمات أو تحذيرات أو توجيهات، أو يلتزم حتى بتجنب ما يتم إعلانه بوضوح أنه قد يتسبب في إلحاق الأذى الشديد به. وعندما كانت كثير من الدول تتسامح في الماضي مع أخطاء المسافر الذهبي صاحب الجواز الأخضر، فإنها اليوم تتعامل معه بشيء من الريبة بفضل نشامى التكفير والجهاد الأخرق الذين ألحقوا بوطنهم وأهلهم أشد الضرر، وأيضا بسبب بعض الحمقى الذين يعتقدون أن العالم كله مجند لخدمتهم مهما فعلوا من أجل أموالهم. ومع ذلك فإن وزارة الخارجية قد بدأت فعلا القيام بواجباتها ومسؤولياتها تجاه المسافرين من خلال الرسائل التوعوية المتوالية عبر الهواتف ومواقع التواصل والتي تتضمن إرشادات وتوجيهات هامة نتمنى أن تزيد كثافتها ومواقع نشرها في المطارات والطائرات ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لعلها تزيد من الوعي بثقافة السفر والالتزام بأنظمة الدول واحترام ثقافات الشعوب وقوانينها الرسمية والاجتماعية، فمثلما قد سببنا الصداع لعدد من الشعوب بضرورة احترام خصوصيتنا فإنه من أوجب الواجبات أن نحترم أنظمتها وقوانينها. وفي جانب آخر ما زلنا نتمنى على بعض السفارات أن تواكب نشاط الوزارة أو تقوم ببعض منه على الأقل، إذ لايصح أن تستمر في غيابها عن التمثيل اللائق للوطن وخدمة المواطن.