رصد سياسيون ودبلوماسيون مصريون أبرز التحديات الخارجية التي تواجه الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي وإدارته، فيما أجمعوا على أن أزمة سد النهضة والأوضاع الملتهبة في دول الجوار تشكل أبرز التحديات إلى جانب أهمية استعادة مصر مكانتها اللائقة إقليميا ودوليا.. يرى السفير الدكتور جمال بيومي مستشار وزير التعاون الدولي، أن المبادرة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين أبان انتخاب السيسي مباشرة تشكل زخما كبيرا تؤكد أهمية الظهير العربي لمصر خلال المرحلة الحالية والفترة المقبلة في صياغة سياستها الخارجية، ولفت إلى عدة محاور تتمثل في ضرورة تنمية العلاقات العربية، مشيرا إلى أن التهاب الأوضاع في دول الجوار يمكن معالجتها في إطار الجامعة عبر دبلوماسية مصرية قوية تتناغم مع هذا المحفل وخاصة مع دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة.. ويعتقد أن أزمة سد النهضة يمكن معالجتها في إطار إبداء الرئيس الجديد حرصه على الحوار والمفاوضات الذي تشترط مصر «مثلما أكد وزير خارجيتها نبيل فهمي» ضرورة أن يكون وفقا لأسس جديدة وليس لمجرد الالتقاء أمام وسائل الإعلام وإظهار أن الأمور تسير على ما يرام.. واعتبر السفير جمال بيومي، أن تركيا لا تشكل تحديا للسياسة الخارجية، مشيرا إلى أن رئيس حكومتها يقف في المنتصف ولابد من التمييز بين هذه المواقف والعلاقات التاريخية والأزلية مع الشعب التركي، ويعتقد أن التحرك المصري الجديد تجاه القارة الإفريقية قادر على استيعاب أية تراجعات. ويرى في تثبيت الأوضاع على الجبهة الشرقية «مع إسرائيل» أمرا مهما للغاية مع العمل على منح جهود التسوية السياسية زخما كبيرا وصولا إلى حل للقضية الفلسطينية. ويشير السفير جمال بيومي أيضا إلى أهمية استمرار نهج الحوار مع الغرب، خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بعد ما بدر من تعديل في مواقف هذه الدول تجاه مصر وما ظهر من مؤشرات جيدة خلال وبعد الانتخابات، فيما يشدد على ضرورة أن تواصل السياسة الخارجية المصرية العمل على دعم وتطوير العلاقات مع روسيا والصين، فيما يرى أن إيران لا تشكل تحديا في ظل وجود نظام إصلاحي جديد. لكن السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية السابق، يرى في مواقف دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تشكلان أكبر التحديات للرئيس الجديد، خاصة في ظل إصرار هذه الدول على اتخاذ مواقف متباينة لثورة 30 يونيو حتى الآن.. ويعتقد بأن الأوضاع في دول الجوار ليبيا والسودان وفلسطين تشكل التحدي الأكبر للرئيس الجديد لكن يمكن التعامل معها ومعالجتها في إطار تنمية الدور العربي وإعادة الاعتبار إلى الدائرة العربية وهذا لن يتحقق إلا من خلال الجامعة.