حصلت مؤسسة «خالد بن سلطان للمحيطات الحية» ممثلة بمؤسسها الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، على جائزة بيتر بينشلي peter Benchley للتميز في استكشاف البيئة البحرية في المحيطات، وذلك في حفلة أقيمت في نيويورك 30 أيار (مايو) الماضي، وتعد أرفع جائزة في هذا المجال. وعبّر الأمير خالد في كلمة ألقاها خلال توزيع الجوائز - أقيمت في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم - عبر دائرة تلفزيونية عن «قناعته بأن المعرفة العلمية والتقنية هما السبيل الوحيد الأمثل للحفاظ على البيئة البحرية، وأن الاستكشافات البحرية الأسلوب الأمثل للحصول على المعلومات المهمة الحيوية، التي تمكن القائمين على الأمر من اتخاذ القرارات الصحيحة الحكيمة للحفاظ على البيئة البحرية للأجيال المقبلة». من جهتها، أعلنت إدارة الجائزة أن «مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية» أعدت، للمرة الأولى في هذا المجال، أول خرائط تفصيلية للشعاب المرجانية في أماكن نائية، لم يصلها باحثون من قبل. وتعتبر جائزة «بيتر بينشلي» للتميز في استكشاف البيئة البحرية في المحيطات، أرفع جائزة في مجال الحفاظ على المحيطات في العالم، وفاز بالجائزة في العام نفسه: مفوض الاتحاد الأوروبي ماريا دامانكي، والعضو المرموق في الحزب الديموقراطي الأميركي رئيس شؤون البيت الأبيض ليون بانيتا، وغابرييلا كوبرتوايت، وكيسي سوكولوفيتش، والكابتن تشارلز مور، والدكتور ستيف جينز. يذكر أن «مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية» عملت أخيراً على تحقيق الخطة البحثية الخمسية، المسماة برحلة استكشاف الشعاب المرجانية العالمية، ويجمع العلماء من خلال أنشطة المؤسسة وأجهزتها ومعداتها المعلومات عن الحال الصحية ووضع الشعاب المرجانية عن بعد، متضمنة تقويم التجمعات السمكية المهمة وتنوعها البيولوجي، وتجري المؤسسة تحليل تلك البيانات وتقدم نتائجها إلى المجتمعات الدولية والإقليمية والمحلية، كما تهدف المؤسسة إلى تقديم الحلول التقنية، والتي من شأنها تمكين تلك المجتمعات من الحفاظ على سلامة موارد المحيطات واستدامتها. وتعمل «مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية» التي أسسها الأمير خالد في أيلول (سبتمبر) 2000 على تنفيذ مسح للشعاب المرجانية، وتعد خرائط بدقة عن توزيع تلك الشعاب، والتعرف إلى خصائصها، والعوامل التي تهدد وجودها. ويُعد هذا المسح الأكبر من نوعه في التاريخ والأكثر أهمية، ويستفيد العلماء والباحثون والحكومات والقائمون على أمر المحافظة على البيئة البحرية في شتى أنحاء العالم من أبحاث المؤسسة في مجال علوم البحار والمحيطات، وتعد المؤسسة الوحيدة دولياً التي نفذت مسحاً بحثياً شاملاً للشعاب المرجانية من «حقل» (شمال غربي المملكة) إلى جزيرة فرسان (جنوب غربي المملكة). وتهدف المؤسسة إلى المحافظة على الحياة البحرية في المحيطات، والبحث في أوضاع البيئة البحرية وإمكان إجراء بعض الأبحاث الهادفة لفهم ما تتعرض له الحياة البحرية، وكذلك التعرف إلى ما فيها من إمكانات وفوائد تنفع البشرية. ومؤسسة خالد بن سلطان غير ربحية، إذ تسعى إلى تعزيز أهمية الدراسات العلمية وتجسيد مبدأ شعارها «علم بلا حدود»، والعمل على بحث النظم البيئية البحرية وترسيخ أسس المحافظة على سلامتها واتزانها، فيما يمتد نشاط المؤسسة ليشمل دراسة الشعاب المرجانية في بحار العالم، من خلال توظيف أحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات في جمع المعلومات، والتعاون بين الفرق الدولية من العلماء. وتمكنت المؤسسة من أن تصبح رمزاً علمياً عالمياً نظراً إلى ما حققته من إنجازات عدة في هذا الشأن، في حين تواصل المؤسسة جهودها لإحداث تأثيرات مهمة في استعادة الحياة وصحة المحيطات حول العالم، وما يعزز هذا التوجه قيامها ببناء شبكة دولية تضم مجموعة من الخبراء والعلماء للمحافظة على الحياة البحرية وتحسين واقع بعض المحيطات، وهذا ما تؤكده استراتيجية المؤسسة. وسجلت المؤسسة بأعمالها حضوراً بارزاً على مستوى الشواطئ في السعودية، مثل جزر فرسان والبحر الأحمر ومحافظة الوجه ومحافظة ينبع، إذ يتم عرض نتائج عمليات البحث والدراسة، وكذلك الخرائط البيئية المفصلة، وتحديد أبرز متطلبات تلك الشواطئ. وتعمل مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية على الشراكة مع مختلف الجهات العلمية السعودية والعالمية، لتطوير خطط الأبحاث المستقبلية وتحديد أولويات العمل العلمي وتوجيهه لمصلحة البشرية، إذ تمتلك المؤسسة قواعد معلومات متكاملة حول المواقع التي أجريت فيها الدراسات البحرية. السعوديةالعراقالخليجالسياسة الخليجيةالسياسة العربية