×
محافظة المنطقة الشرقية

صور/ اليوم العالمي لمكافحة التدخين بالدمام

صورة الخبر

عندما كنت أقرأ خبر ضبط كمية هائلة من الوسكي بفيلا البوادي بلغت أكثر من ألف كرتون في كل واحد منها أكثر من (بُطل) يباع بالآلاف الريالات، وعندما كنت أشاهد الفيديو المصاحب للخبر والذي تظهر فيه أكوام كبيرة من الكراتين المرصوصة بعناية، أو الأكياس الملقاة على الأرض (من زود البطرة)، هنا سرح بي خيالي وبدأت أشاهد على جدران الفيلا ما يشبه عرض البروجيكتور يحوي مشاهد حفلات ماجنة وسهرات مختلطة بالشاليهات لشباب وفتيات يتضاحكون ويتمايلون بهستيريا على أنغام الموسيقى الصاخبة قبل أن يحل الصباح فيرتدي كل منهم ملابس الحشمة ويبدأ يومه بتغريدة (فضل قيام الليل)!؟ لا يمكن لأحد أن ينكر بأن ما حدث يعد ضربة موفقة لأبطال فرق المكافحة، وصفعة قوية في وجه كل المروجين (الذين يعيثون في الأرض فسادا)، ولكن هناك من يرى بأن الأهم من هذا كله هو كشف أسماء المتورطين في هذه الجريمة الكبرى؛ لأنه لا يتصور أن يقف وراءها مروج عادي (بل واحد مالي ايده)، وهناك أيضا من يرى بأن ضبط مثل هذه الكميات الكبيرة كل فترة، سواء للوسكي أو الكبتاجون، ربما يعني وجــود ارتياح لدى عصابة المروجين جعلتهم يرتبون لصفقات العمر وهم مطمئنون، وهنا سيقفز إلى الواجهة من يردد بكل ضبابية: إن مثل هذه الجرائم غريبة على مجتمعنا والشباب لديهم الوعي الكافي لتجنب الوقوع فيها!؟ أمام البوابة الشمالية لسور الجهة القضائية، ومنذ سنوات عديدة تضع فتاة أفريقية سمراء بسطتها بكل جراءة لتبيع بضاعة تحتوي أحيانا على ثمرة القورو (سعر الحبة الواحدة خمسة ريالات)، هذه الثمرة الخطرة والممنوعة تحتوي على الكافين ومركبات فينولية متعددة تزيد من النشاط وتؤدي لحالة من الانبساط النفسي، ومن يدمن على تناولها يكون عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، ومتى انقطع عنها يشعر بالصداع الشديد وأعراض الإدمان!! والسؤال هنا: إذا كانت هذه الممارسة السلبية تحدث في هذا المكان ومن قبل امرأة أجنبية متخلفة يفترض أنها تخاف من ظلها، فما الذي يمكن أن يحدث على بعد كيلو متر ومن قبل أشخاص لهم ثقلهم ووزنهم؟! هناك من يرى بأن الإعلان عن محاسبة المتورطين في مثل هذه الجرائم سوف يعطي درسا وانطباعا سائدا لدى عامة الناس بأنه (لا أحد فوق القانون)، ما يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الشروع في مثل هذه الأفعال المخالفة. وهناك من يرى بأن الاستمرار في محاسبة صغار المتورطين وعدم الاستهانة بممارساتهم والضرب بيد من حديد سوف يخلق مع الوقت لدى كبار المتورطين مفهوما يفيد بأن عليهم تهدئة اللعب، وإلا فإن (الدور والباقي عليهم)، وما بين هذين الرأيين النظريين تراودني فكرة كتابة رواية ساخرة تحت عنوان (سقوط بائعة القورو)!.