كشف وزير الإعلام الفلسطيني، د. رياض الحسن، عن تصعيد جديد في سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه قناة التلفزيون الجديدة «فلسطين 48». وقال إن «رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بصفته وزيرا للإعلام، وبعد تهديده بإغلاق القناة، بدأ في ترهيب العاملين معنا من إعلاميين بحسب تراخيصهم في العمل الصحافي». وأضاف أن عددا من العاملين في شركات الإنتاج التلفزيوني من صحافيين وتقنيين تلقوا تهديدات من أوساط في وزارة الاتصالات وغيرها من الدوائر الحكومية إن واصلوا العمل مع هذه القناة، بالمقاطعة، وكذلك بسحب بطاقات الصحافة الحكومية وتراخيص العمل. وقد أعرب د. حسن، الذي يشرف على إطلاق الفضائية الجديدة من مقره في القناة الفلسطينية الرسمية، عن استهجانه من هذه الخطوة. وقال إن هذه القناة تحمل رسالة سلام وتفاهم وإبداع. ونتنياهو يواجهها برسالة عداء وعنصرية وتحجر عقلي. وكان نتنياهو قد أمر مدير عام وزارة الاتصالات ببذل كل جهد ممكن لمنع القناة من البث، معتبرا إطلاقها بأيدي التلفزيون الفلسطيني الرسمي تدخلا من السلطة الفلسطينية في الشؤون الداخلية لإسرائيل، «بما يتناقض واتفاقيات أوسلو ومحاولة تحريض المواطنين العرب في إسرائيل على دولتهم». وقال خبير القانون، محمد دحلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن نتنياهو لا يدرك بأنه يخرق القانون الدولي وحتى القانون الإسرائيلي بهذا التصرف العدائي، فهو عمليا يقطع أرزاق الناس العاملين في القناة، ويدوس قانون حرية العمل. وتابع: «لكنني أعتقد أن مستشاره القضائي سيكف يده عن ذلك، في نهاية المطاف، فلا يبقى من هذا الإجراء سوى عملية التخويف والترهيب التي يرمون إليها». وأكد دحلة أن جهات قضائية عدة ستقف إلى جانب العاملين في القناة التلفزيونية الجديدة، وتفشل عملية التخويف الحكومية، وتفضح حقيقة الممارسات العنصرية والمعادية للديمقراطية. ورأى المحاضر الجامعي د. ثابت أبو راس وهو من قادة النضال الشعبي للمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، أن تصرفات نتنياهو تستدعي هبة شعبية. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نتعرض لهجمة يمينية عنصرية متطرفة من الحكومة ودوائرها. والحملة ضد قناة فلسطين 48 هي عنصر واحد فيها؛ فإذا لم نتحرك لصدها، فستكون النتيجة تهديدا لوجودنا في وطننا. فكل ما نفعله يصبح في نظرهم غير شرعي. حتى أن نجد منصة إعلامية نبث من خلالها همومنا واهتماماتنا ونعرض إبداعاتنا ونجاحاتنا وإخفاقاتنا ونناقش قضايانا ونظهر مواهب أبنائنا وبناتنا، يتعاطون معه وكأنه تهديد لأمن إسرائيل. لا تهمهم حرية التعبير ولا الديمقراطية ولا أي قيمة ليبرالية، عندما يتعلق الأمر بالعرب. وهذا لا يمسنا نحن وحدنا فحسب، بل يمس إسرائيل ويخسرها ما تبقى لها من القيم الديمقراطية». وأما رجل الإعلام الذي انتخب عضوا في الكنيست عن حزب العمل، زهير بهلول، فاستسخف قرارات نتنياهو قال: «لا يمكن لأي قوة في عصرنا أن تحجب قناة تلفزيون. وعلى مساعدي نتنياهو أن يأخذوه إلى دورة تعليم في هذا المجال». يذكر أن قناة «فلسطين 48»، بدأت بثها في أول أيام شهر رمضان المبارك، أول من أمس، من مدينتي رام الله والناصرة في آنٍ. ومن وثائقها الداخلية يتضح أن رسالتها هي «تقديم الفلسطينيين إلى أنفسهم وإلى محيطهم وإلى العالم أجمع بالصورة التي تليق بهويتهم وتاريخهم وثقافتهم ومساهمتهم في الحضارة الإنسانية بوجه عام»، وغاياتها هي: - استعادة الوحدة والترابط بين مكونات الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر وخارجه. - تأكيد الهوية الوطنية والقومية للفلسطينيين أينما وجدوا، وتعزيز روح الانتماء إلى تلك الهوية. - الدفاع عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وبناء الدولة المستقلة. - تأكيد حق الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر في المواطنة والمساواة ومقاومة الاضطهاد والتمييز. - التأكيد على حق العودة بوصفه عنصرًا حاسمًا في صياغة مستقبل الشعب الفلسطيني. - احترام قيم التعايش والتسامح والتعددية ونبذ التطرف والإرهاب سواء كان إرهاب دول أو جماعات أو أفراد. - التفاعل الإيجابي مع المحيط العربي بوصفنا جزءا لا يتجزأ من ذلك المحيط. - تعزيز روح المبادرة والمساهمة الفاعلة في التقدم الإنساني من خلال الفكر والأدب والثقافة والفنون. - التضامن مع كل قوى السلام في العالم والتشارك معها في مقاومة الظلم والتعسف واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان.