×
محافظة المنطقة الشرقية

890 ألف طن من القمح تصل السعودية حتى أغسطس

صورة الخبر

قال الدكتور محمد الشبانة رئيس قسم العلاج الإشعاعي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لـ»المدينة» إن المملكة تسجل 12 ألف حالة إصابة بالسرطان سنويًّا وإنها من أولى الدول بحالات الإصابة في الدول العربية. واضاف ان للسرطان أنواعًا عديدة تتجاوز الـ200 نوع، وليست كلها يمكن عمل فحوصات مبكرة لها. وأشار إلى أن الفحص المبكر للسرطان يساعد في رفع فرص الشفاء، وتحسين نوعية الحالة، وفي بعض الحالات يساعد في الحفاظ على العضو كما هو الوضع في سرطان الثدي، حيث يمكن تجنّب الاستئصال الكامل للثدي مع تحقيق نسب عالية من الشفاء، مؤكدًا أن فقدان الوزن، وتقرحات الجلد، وأيضًا الكحة المزمنة، وبحة الصوت قد تكون مؤشرات مبكره للإصابة؛ ممّا يستدعي معاودة الفحص لمعرفة الأسباب. وفيما يلي نص الحوار: * كم نسجل حالة سرطان سنويًّا؟ ** سجل السجل السعودي للأورام -الذي تم تأسيسه من 1994م- نحو 12 ألف حالة إصابة بالسرطان سنويًّا، منها 10 آلاف حالة لأفراد سعوديين، بنسبة 83 في المئة تقريبًا، في حين يشكّل غير السعوديين 17 في المئة، والنسبة الإجمالية للإصابة بالسرطان في السعودية تُعدُّ قليلة مقارنة بالدول الأخرى، فهي ليست من ضمن أكثر عشر دول عالميًّا إصابةً بالسرطان، وحالات الإصابة أقل من الحالات المسجلة في الدول المتقدمة، والسبب يرجع إلى أن الإصابة بالسرطان ترتبط بكبر السن، والسعودية تتميز بأن 50 في المئة من سكانها أعمارهم أقل من 25 عامًا، وهو ما يجعل احتمال الإصابة بالسرطان أقل، إلّا أنها تعتبر من أولى الدول بحالات الإصابة في الدول العربية. * هل يوجد مركز متخصص للأورام السرطانية؟ ** يعتبر مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث المؤسسة الرائدة على مستوى المنطقة في توفير أعلى وأحدث مستويات الرعاية لمرضى السرطان، حيث إنها أول مَن وفّر خدمة العلاج الإشعاعي على مستوى الخليج، واستمر كأول مَن أدخل التقنيات الحديثة في هذا المجال. وسيأتي مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد كإضافة هائلة لخدمة المرضى. * وما هي مسببات الإصابة بالسرطان، وطرق الوقاية؟ ** إن العلم لم يحدد إلى الآن سببًا رئيسًا للإصابة بالسرطان، وإلى الآن لم يثبت دور للجوال، أو ما يصدره من إشعاع غير نووي في الإصابة، إلاّ أن الاهتمام بأسلوب الحياة الصحي، والكشف الدوري ثبتت فائدته في التشخيص المبكر لسرطانات محدودة، لكنها مهمة، وهي سرطانات الثدي، وعنق الرحم، والقولون، والبروستات. والفحص المبكر للسرطان يساعد -بإذن الله- على الوقاية من خلال رفع فرص الشفاء، وتحسين نوعية الحالة. وفي بعض الحالات يساعد على الحفاظ على العضو، كما هو الوضع في سرطان الثدي، حيث يمكن تجنّب الاستئصال الكامل للثدي، مع تحقيق نسب عالية من الشفاء. كما أن فقدان الوزن، وتقرحات الجلد، وأيضًا الكحة المزمنة، وبحة الصوت قد تكون مؤشرات مبكرة للإصابة؛ ممّا يستدعي معاودة الفحص لمعرفة الأسباب. الفحص المبكر * ماذا نقصد بالفحص المبكر للسرطان؟ ** هو أن يقوم الشخص بإجراء فحوصات محددة؛ بهدف البحث عن وجود أورام سرطانية لديه قبل ظهور أية أعراض لها علاقة بذلك النوع من السرطان. * هل كل أنواع السرطان ينصح بعمل فحوصات مبكرة لها؟ ** السرطان أنواعه عديدة تتجاوز المئتي نوع.. وليست كلها يمكن عمل فحوصات مبكرة لها. وهناك أربعة أمور لا بد من توفرها في أي نوع من السرطان حتى يمكن عمل فحص مبكر له وهي: 1- وجود فترة زمنية كافية (تُعدُّ بالسنوات) تسبق ظهور أي أعراض.. يمكن خلالها إجراء الفحص المبكر. فمثلاً سرطان الدم الحاد لا يمكن إجراء فحص مبكر له؛ لأن الأعراض تظهر مباشرة عند بداية المرض.. بينما سرطان الثدي لا تظهر إلاّ متأخرة نوعًا ما، فعندما تحس المرأة بوجود كتلة لديها في الثدي يكون حجم الورم قد تجاوز سنتيمترين تقريبًا، وهذا يعني أنه قد بدأ قبل سنوات عدة، ولا يمكن اكتشافه إلاّ بالأشعة السينية (الماموغرام) والتي تستطيع تحديد الورم حتى لو كان حجمه بالمليمترات، وبالذات للنساء اللاتي تجاوزن الأربعين عامًا من العمر. 2- توفر العلاج لذلك السرطان.. فالتشخيص المبكر ليس هدفًا بحد ذاته إذا لم يكن هناك فائدة مباشرة للمريض. 3- أن يكون العلاج أكثر فعالية (من حيث رفع فرصة الشفاء لذلك السرطان) إذا أعطي في مرحلة مبكرة من المرض، إذ ما الفائدة من تشخيصه مبكرًا إذا كان العلاج وفرص الشفاء واحدة كما هي لو شخص متأخرًا. 4- والشرط الرابع يتعلق بالحاجة لعمل برنامج وطني شامل للفحص عن سرطان معين.. فلا يتم التوصية بذلك إلاّ إذا كان نوعًا شائعًا في ذلك المجتمع. التكلفة معقولة * بالنسبة للفحوصات المستخدمة.. هل هناك مواصفات معينة يجب توفرها في أي فحص يستخدم للتشخيص المبكر؟ ** نعم.. أهمها أن يكون الفحص ذا حساسية عالية ودقة كبيرة، كذلك أن يكون مأمونًا، وذا مخاطر قليلة، لأن الذين يتم تعريضهم لهذا الفحص هم أناس لا يشتكون من أية أعراض، وغالبيتهم سيتبين بعد الفحص خلوهم من ذلك المرض، لأنه وإن كانت نتيجة الفحص المبكر إيجابية فلا يعني بالضرورة أن الشخص لديه المرض، وإنما تعني أن الفرصة أكبر ممّا يحتم عمل فحوصات أكثر دقة قد تصل إلى أخذ عينة نسيجية. وأخيرًا فإن التكلفة يجب أن تكون معقولة ومقبولة. * ما هي السرطانات التي ثبت علميًّا فعالية برامج الفحص المبكر لها؟ ** ثبتت فعالية الفحص المبكر للسرطانات التالية: 1- سرطان الثدي (لدى النساء): يعتبر هذا النوع من السرطان من أبرز الأمثلة التي نجح فيه مفهوم التشخيص المبكر، حيث إن هناك مدة طويلة بين بدء المرض وظهور الأعراض، وثبت أن علاج المرض مبكرًا يزيد من فرص الشفاء، وكذلك يزيد من فرصة إبقاء الثدي، وعدم الاستئصال؛ لذا ننصح النساء بما يلي: أ- فحص الثدي طبيًّا كل سنة لكل امرأة بعد سن البلوغ. ب- فحص الثدي بأشعة الثدي (الماموغرام) لكل امرأة تجاوزت الخمسين سنة، وحتى بلوغها 74 سنة، وذلك سنويًّا. ج- للنساء بين 40 و49 سنة يعتبر فحص الماموغرام اختيارًا. د- للنساء اللاتي تجاوزن 74 سنة لا يمكن إعطاء توصيات عامة، وإنما يتم أخذ وضع المرأة الصحي بشكل عام بعين الاعتبار. ويلاحظ هنا أن الفحص الذاتي للثدي لم يذكر مع التوصيات، وذلك لأن دراسات حديثة مقارنة لم تجد أي تأثير للفحص الذاتي على انخفاض معدل الوفيات من هذا المرض، بل أشارت إلى أنه أدّى إلى ارتفاع في معدل أخذ العينات ممّا زاد من القلق النفسي للنساء اللاتي تعرضن لذلك. ولكن الذي ينصح به هنا هو أن تقوم المرأة إذا لاحظت أي تغيرات غير معتادة بإجراء الفحص الطبي. 2- سرطان عنق الرحم: في هذا النوع من السرطان هناك فترة تتراوح بين ثلاث إلى عشر سنوات بين بدء المرض وظهور الأعراض، وخلالها لو شخص المرض فإن نسبة الشفاء تكون عالية جدًّا، ونوعية العلاج تكون أسهل. لذا تنصح النساء بما يلي: أ - عمل مسحة لعنق الرحم (مسحة الباب) -pap smear- كل ثلاث سنوات لكل امرأة متزوجة تجاوزت العشرين عامًا وحتى عمر 65 سنة. ب- النساء اللاتي تجاوزن 65 سنة، وكانت مسحات عنق الرحم السابقة سلبية، فالدراسات وضحت عدم وجود فائدة تذكر لاستمرار الفحص بعد ذلك. ويلاحظ أن بعض المستشفيات هنا في المملكة تقوم بهذا الفحص للنساء عند أول زيارة بعد انتهاء فترة النفاس. 3- سرطان القولون والمستقيم: أ- ينصح كل شخص تجاوز 50 سنة (الرجل أو المرأة) بعمل فحص البراز فحصًا خاصًّا للبحث عن أثر للدم الخفي (occult blood) وذلك سنويًّا. وإذا كان الفحص إيجابيًّا فيتم عمل منظار للقولون (colonoscopy). ب- بعد تجاوز الـ80 عامًا تتضاءل الفائدة من هذا الإجراء. سرطان البروستاتا * ماذا عن الفحص المبكر لسرطان البروستات؟ ** الفحص المبكر عن سرطان البروستات من أكثر الموضوعات المختلف عليها، وذلك لأسباب عديدة أهمها أنه ثبت من متابعة آلاف المرضى أن سرطان البروستات المكتشف عن طريق الفحص المبكر يكون على 3 أوضاع: 1- السرطان الكامن: وهذا عادة لا يسبب أية مشكلات صحية للمصاب، ولا يؤثر على الحياة، وإنما يبقى داخل البروستات طول حياة ذلك الشخص، وتكون الوفاة -بإذن الله- من أسباب أخرى ليس لها علاقة بالسرطان. 2- السرطان النشط المنتشر: وهذا يعني أن المرض قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهنا يكون العلاج بهدف الشفاء التام غير ممكن. 3- السرطان النشط الموضعي: أي أنه لم يتعدّ البروستات، وهنا يكون العلاج فعَّالاً وشفائيًّا -بإذن الله-. الإشكالية أن الفحص المبكر عن طريق فحص المستقيم بالأصبع، وكذلك فحص الدم لتحديد مستوى الأنتيجين الخاص بالبروستات (PSA) غالبًا ما يكتشف المرض من الوضعين الأول والثاني؛ ممّا يجعل الفائدة محدودة جدًّا. لذا فإن أغلب الهيئات المتخصصة لا تنصح بإجراء الفحص المبكر للبروستات، وإنما تترك هذا الاختيار للطبيب بناء على حالة الشخص من حيث التاريخ العائلي، وكذلك لرغبة الشخص، مع ضرورة إيضاح تبعات اجراء الفحص والأعراض الجانبية المصاحبة. ونؤكد هنا أننا نتحدث عن أشخاص ليس لديهم أية أعراض. * ماذا عن السرطانات الأخرى؟ ** فيما عدا ما ذكرنا سابقًا.. لم يثبت أي فائدة من الفحص المبكر لأي من السرطانات الأخرى. لكن توجد نسبة قليلة جدًّا من السرطانات لها علاقة مباشرة بالوراثة، وفي تلك الحالات هناك توصيات خاصة تعطى لأقارب المصابين تختلف عن ما يوصى به عامة الناس. * كيف يمكن إذن تشخيص تلك الأنواع مبكرًا؟ ** في هذا المجال.. ينبغي لكل شخص لاحظ ظهور أعراض مرضية أن يعرض نفسه على الطبيب.. وعلى الطبيب أن يكون حريصًا في كشف مسببات تلك الأعراض، والمتابعة الدقيقة لفعالية العلاج المعطى، فإذا لم تتحسن الحالة يتم إجراء الفحوصات اللازمة. هناك أعراض ينبغي الإشارة إليها ليست خاصة بالسرطان، ولكن قد يكون السرطان أحد الأسباب وهي: أ- أعراض عامة: فقد وزن غير واضح السبب، ارتفاع الحرارة، الإعياء العام. ب- أعراض محددة: 1- تغيّرات مفاجئة في البراز من حيث التحوّل من الإمساك إلى الإسهال، والعكس بصورة متكررة. 2- تقرّحات في الجلد لا تندمل بالصورة المعتادة. 3- نزيف متكرر غير معتاد. 4- وجود كتلة يزيد حجمها مع مرور الوقت. 5- صعوبة في البلع بلا سبب واضح. 6- تغيّر في حبة الخال من حيث اللون، أو الحجم، أو وجود حكة، أو نزيف. 7- كحة مزمنة، أو بحة في الصوت (وبالذات للمدخنين). إذا وجد أي من هذه الأعراض فينبغي للشخص عرض نفسه على الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. المزيد من الصور :