×
محافظة المنطقة الشرقية

كلمات من أدب الرحلات: ذكريات رحلة طلابية قبل أربعين عاما 1-2!

صورة الخبر

واشنطن: محمد علي صالح قبل أسبوعين، أعلنت باربرا وولترز، أشهر صحافية أميركية تجري مقابلات تلفزيونية، اعتزالها، بعد أن وصل عمرها إلى 84 سنة. أجرت أول مقابلة تلفزيونية قبل 60 سنة. وخلال هذه السنوات، قابلت أشهر الشخصيات الأميركية والعالمية. في عام 1970 كتبت كتاب «كيف تتكلم مع أي شخص عن أي موضوع؟». وقبل سنوات قليلة، صدرت الطبعة الثامنة منه. وذلك لأنه صار، ليس فقط مرجعا للصحافيين، ولكن أيضا إرشادات نفسية للذين سمتهم وولترز «الذين يخافون من بداية حديث مع آخرين لأنهم يعتقدون أنهم لا يعرفون ماذا يقولون». في الأسبوع الماضي، في مقابلة معها عن اعتزالها سئلت، ليس فقط عن فن المقابلة الصحافية خاصة وفن الكلام بصورة عامة، ولكن أيضا عن أهم الذين قابلتهم. وهذه بعض الأسماء: * السادات وبيغن: في عام 1977 جلست وولترز مع الرئيس المصري أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في مقابلة مشتركة، وتاريخية. مع بداية مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل. سافرت وولترز إلى إسرائيل لتغطية زيارة السادات، التي كانت المرة الأولى التي يزور فيها رئيس عربي إسرائيل. ثم سافرت من إسرائيل إلى مصر بناء على أوامر من رؤسائها في تلفزيون «إيه بي سي»، بعد أن علموا بأن وولتر كرونكايت، نجم تلفزيون «سي بي إس» المنافس وصل إلى هناك. وسريعا، كسبت وولترز المقابلة المشتركة، بينما أجرى كرونكايت مقابلتين فرديتين. قالت إن بيغن هو الذي اقترح على السادات المقابلة المشتركة، وهو ساعدها. وقالت إن السادات، وليس بيغن، هو ضيفها المفضل. * مونيكا لوينسكي: لفترة طويلة، مع نهاية تسعينات القرن الماضي، بعد اكتشاف فضيحة العلاقة الجنسية بين الرئيس بيل كلينتون وسكرتيرة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، تحدث كلينتون وزوجته هيلاري للصحافيين كثيرا، ودافعا عن نفسيهما، لكن رفضت لوينسكي حتى أقنعتها وولترز. شاهد المقابلة قرابة ثمانين مليون شخص. وكان هذا رقما قياسيا لبرنامج خبري. في العام الماضي، كشفت وولترز أنها لا تزال على اتصال مع لوينسكي «من وقت لآخر». * فيدل كاسترو: في عام 1977 أجرت وولترز مقابلة مع الرئيس الكوبي فيدل كاسترو. وكانت مقابلة صنعت التاريخ لكونها أول مقابلة له مع صحافي أميركي، أو صحافية أميركية. سافرت وولترز إلى كوبا، وقضت عشرة أيام مع كاسترو يتجولان عبر كوبا. هو يقود سيارة جيب، وهي تجلس معه، وتحمل بندقيته. ومرات كثيرة، نفت وولترز شائعات عن علاقة غرامية مع كاسترو في ذلك الوقت. * أوبرا: خلال مقابلة شخصية للغاية مع وولترز في عام 2010، بكت أوبرا وينفري، أيضا مقدمة برامج مقابلات تلفزيونية (ومنافسة قوية). بكت عندما سألتها وولترز عن صداقتها مع غايل كينغ. بكت وهي تقول: «لا أعرف أي شخص أفضل منه». وقالت أوبرا إنها تبكي لأنها، أبدا، لم تقل ذلك للرجل. وسألتها وولترز عن الشائعات التي قالت إنها مثلية جنسيا. وردت أوبرا في انفعال، وكأنها تريد أن تبكي مرة أخرى: «أنا لست مثلية، وأنا لست حتى قريبة من المثلية». * الشاه رضا بهلوي: قابلت وولترز الشاه محمد رضا بهلوي في قصره في إيران في عام 1977، قبل عامين من عزله في الثورة التي قادها آية الله الخميني. سألت الشاه، الذي كان يجلس بجانب زوجته، إذا كان يعتقد أن امرأة تستطيع أن تحكم. قال لا. وقال إنه لا يعتقد أن المرأة لديها القدرة أو الذكاء مثل الرجل. وسألت وولترز زوجته، التي قالت: «لا أعتقد أنه يؤمن بذلك. وفي كل الأحوال، ماذا فعل رجال العالم، حقا؟». * جيانغ تسه مين: في عام 1980، كانت وولترز أول صحافية أميركية تقابل الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني (في وقت لاحق، صار رئيسا للصين). سألته: «ماذا حدث للرجل الذي وقف أمام دبابة في ساحة تيانانمن؟». وأجاب: «تثيرون ضجة من دون معنى عما حدث». في وقت لاحق، قالت وولترز إنها لم تصدق ما قال. وبسبب ما قال، توترت العلاقات أكثر بين البلدين. (لكن، كانت الاستثمارات الأميركية بدأت تتدفق على الصين بسبب العمالة الرخيصة). * فلاديمير بوتين: في عام 2000، كانت وولترز أيضا أول صحافية أميركية تقابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. سألته إذا كان قد أمر في أي وقت بقتل شخص معين، وخاصة خلال عمله في الاستخبارات. وأجاب بكلمة واحدة: «نيت» (لا). * آخرون: مارغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا، أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند، زعيم ثورة تشيكوسلوفاكيا فاتسلاف هافل، الرئيس الليبي معمر القذافي، الملك حسين ملك الأردن، الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين، الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، الرئيس السوري بشار الأسد، وآخرون. ومع غير السياسيين: المغني مايكل جاكسون، الممثلة كاثرين هيبورن، الممثل سير لورانس أوليفييه، وغيرهم. ومن المقابلات الملهمة: روبرت وولترز، رجل أصم، وأعمى، قضى حياته لمساعدة الصم والعمي. ومن أغرب الأسئلة التي سألتها للممثلة كاثرين هيبورن: «لو كنت شجرة، ما هو النوع الذي تريدين؟». لكن، في الحقيقة، بدأت الممثلة الموضوع عندما قالت إنها تود أن تكون شجرة. وسألتها وولترز عن أي نوع. وأجابت: «أووك (شجرة البلوط)؛ لأنها قوية وجميلة». وكانت العلاقة توترت بين المرأتين من قبل المقابلة. طلبت الممثلة من وولترز زيارتها في منزلها لتتعرف بها أولا. وقالت وولترز إنها دخلت المنزل القصر (كانت هيبورن في قمة مجدها)، وهي تبتسم. وشاهدت الممثلة في أعلى السلم تقف وقفة جادة. وقالت لها: «جئت متأخرة. هل أحضرت لي شوكولاته؟». وقالت وولترز إنها، في كل مرة زارت الممثلة لتكملة المقابلة، كانت تشتري شوكولاته. بل إن مسؤولين في تلفزيون «إيه بي سي» اتصلوا بخدم في قصر الممثلة، وسألوا عن نوع الشوكولاته المفضل للممثلة.