أكد المجلس الوزاري الخليجي أن المبادرة الروسية الرامية إلى وضع السلاح الكيماوي في سورية تحت إشراف دولي «لا توقف نزيف الدم» في هذا البلد الذي تمزقه أعمال العنف منذ أكثر من عامين. وشدد المجلس في دورته الـ 128 التي عقدت في جدة أمس (الثلثاء) برئاسة وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة، على أن «القضية السورية لا تتعلق بنوع سلاح واحد، فالنزف مستمر منذ عامين ونطالب بإيقافه»، معبراً عن قلقه وسأمه من محاولات النظام السوري التسويف والتعطيل، بينما يستمر في بطشه وعنفه، مؤيداً الإجراءات الدولية التي تتخذ لردعه عن الاستمرار في قتل الشعب السوري. داعياً إلى ضرورة التزام العراق بوقف التدخلات التي تقوم بها أطراف عراقية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، احتراماً لمبادئ حسن الجوار والسيادة الوطنية. كما رحب المجلس بمبادرة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى بإنشاء محكمة حقوق الإنسان العربية، وبقرار مجلس الجامعة العربية باختيار مملكة البحرين مقراً دائماً للمحكمة، معتبراً أنها «خطوة مهمة ورؤية مستقبلية تعزز مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية». وبحث المجلس الوزاري تطورات عدد من القضايا السياسية دوليا وإقليمياً، وذلك على النحو الآتي: جدد المجلس الوزاري الخليجي التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف بأشكاله وصوره كافة، ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأياً كان مصدره. وأعرب عن إدانته للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في مملكة البحرين أخيراً، مستهدفة زعزعة أمنها واستقرارها وترويع الآمنين من أبنائها والمقيمين فيها، مؤكداً مساندة دول المجلس للمنامة في الإجراءات التي اتخذتها لمكافحة الأعمال الإرهابية تنفيذاً لتوصيات المجلس الوطني بغرفتيه الشورى والنواب. كما دان المجلس الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له سفارة الإمارات في ليبيا، والذي يشكل انتهاكاً للقوانين والأعراف الديبلوماسية، مؤكداً ضرورة حماية البعثات الديبلوماسية، وأهمية تكاتف الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب. الاحتلال الإيراني لـ«الجزر الإماراتية» جدد المجلس التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، والتي شددت عليها البيانات السابقة كافة، وأكد المجلس في هذا الخصوص على الآتي: * دعم حق السيادة للإمارات على جزرها وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الإمارات. * التعبير عن الأسف الشديد لعدم إحراز الاتصالات مع إيران أي نتائج إيجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها. * اعتبار أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات على جزرها الثلاث. * النظر في الوسائل السلمية كافة التي تؤدي إلى إعادة حق الإمارات في جزرها الثلاث. * دعوة إيران إلى الاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية من طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. دعوة إيران إلى حل أزمة برنامجها النووي في شكل سلمي أعرب المجلس الوزاري عن أمله بأن يسهم انتخاب الدكتور حسن روحاني رئيساً لإيران، في توثيق علاقات التعاون بين دول المجلس وطهران، على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة دول المنطقة، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. ودعا المجلس إلى ضرورة استجابة إيران للجهود الديبلوماسية الهادفة إلى حل موضوع برنامجها النووي سلمياً، بما يكفل تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومعايير واشتراطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبما يحافظ على البيئة في المنطقة. وصف قوات حزب الله بـ«اليمليشيات» ... ويدين تدخلها في سورية أعرب المجلس عن قلقه من تفاقم الأزمة السورية وتأثيراتها في الأمن والاستقرار الإقليمي، وما يتعرض له الشعب السوري من انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان باستخدام النظام السوري لأنواع الأسلحة كافة، بما فيها أسلحة الدمار الشامل، والتي كان آخرها المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام في غوطة دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً. وأكد المجلس الوزاري مسؤولية النظام السوري عن استمرار المآسي الإنسانية، ورفضه للجهود الدولية الجادة لحل الأزمة السورية، معبراً عن قلقه وسأمه من محاولات النظام التسويف والتعطيل فيما يستمر في بطشه وعنفه، مؤيداً الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام عن الاستمرار في قتل الشعب السوري. ودان المجلس الوزاري استمرار مشاركة قوات أجنبية، على رأسها مليشيات حزب الله لقوات النظام السوري في قتل الشعب السوري وتدمير مدنه وممتلكاته، وناشد المجلس المجتمع الدولي التحرك العاجل لتقديم الحماية للشعب السوري ومساعدته، ليتمكن من الدفاع عن نفسه، وتقديم الدعم والمساندة للاجئين والنازحين من أبنائه، مرحباً بانتخاب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد عاصي الجربا رئيساً جديداً له، متمنياً له التوفيق والنجاح. رفض التدخلات الخارجية في مصر أكد المجلس الوزاري ثقته في خيارات الشعب المصري وحرصه على كل ما يحفظ أمن بلاده واستقرارها، مشدداً على رفضه التام للتدخلات الخارجية في شؤون مصر الداخلية. وجدد المجلس الوزاري وقوف دول مجلس التعاون مع مصر وشعبها، معرباً عن ثقته بأنها ستستعيد موقعها الريادي والتاريخي، وأهميتها المحورية للأمتين العربية والإسلامية. دعوة الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية دان المجلس الوزاري التفجيرات الأخيرة التي وقعت في لبنان، داعياً الأطراف والقوى اللبنانية كافة إلى تغليب المصلحة الوطنية، والنأي بلبنان عن الأزمة السورية، وسرعة تشكيل الحكومة اللبنانية، والتعاطي بإيجابية مع الجهود التي يبذلها الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في هذا الشأن. تطورات النزاع العربي - الإسرائيلي أكد المجلس الوزاري أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل، والأراضي التي لازالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادر ة السلام العربية. ورحب المجلس بالجهود الديبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة وبدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، آملاً نجاح هذه المفاوضات بما يحقق للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. وأعرب المجلس الوزاري عن إدانته لسياسة إسرائيل الاستيطانية المستمرة، مؤكداً عدم شرعيتها أو قانونيتها، ومطالباً المجتمع الدولي بالتدخل لردع إسرائيل وإلزامها بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، معتبراً ذلك إمعاناً في تحدي القانون الدولي والشرعية الدولية. وفي هذا الشأن أشاد المجلس الوزاري بالقرار الصادر عن الاتحاد الأوروبي في شأن استثناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. كما دان المجلس استمرار إسرائيل في انتهاك حرمة المسجد الأقصى والتعدي على المصلين، والسماح للمستوطنين بدخوله والاعتداء على الفلسطينيين في باحاته، وأكد على وجوب التوقف الفوري عن تلك الانتهاكات، وحمّلها كامل المسؤولية لما نتج منها جراء تلك الانتهاكات. دعم جهود الرئيس اليمني وحكومة الوفاق تداول المجلس الوزاري آخر مستجدات تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في شأن اليمن، وأعرب مجدداً عن دعمه لكل الجهود التي يبذلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وحكومة الوفاق الوطني، وعبر عن أمله في توصل المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى توافق حول قضايا المؤتمر الرئيسة بما يحقق إرادة الشعب اليمني وتطلعاته. رفض التدخلات العراقية أكد المجلس الوزاري على ضرورة التزام العراق بوقف التدخلات التي تقوم بها أطراف عراقية في الشؤون الداخلية لدول المجلس احتراماً لمبادئ حسن الجوار والسيادة الوطنية. ودان المجلس الوزاري مجدداً حوادث التفجيرات المتكررة في عدد من المدن العراقية، التي سقط جراءها العديد من الأبرياء، معتبراً ذلك عملاً إجرامياً يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والقيم الإنسانية كافة. ورحب المجلس الوزاري بتعاون العراق في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخاصة الانتهاء من صيانة العلامات الحدودية وفقا لقرار مجلس الأمن (833/1993)، والتوقيع على مذكرة التفاهم في شأن ترتيبات عملية صيانة التعيين المادي للحدود مع الكويت. وأشاد بتوقيع العراق مع الأمم المتحدة في شأن الاتفاق الخاص بتسلم مبالغ التعويضات المستحقة للمزارعين العراقيين تنفيذاً لقرار مجلس الأمن (899/1994). ورحب المجلس الوزاري بقرار مجلس الأمن رقم (2107) الذي قرر بالإجماع إحالة ملف الأسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات الكويتية إلى بعثة الأمم المتحدة لمتابعة هذا الملف، مشدداً على أن مسألة الأسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات الكويتية مسائل ذات طبيعة إنسانية بحتة، آملاً بمواصلة الحكومة العراقية جهودها وتعاونها مع الكويت والمجتمع الدولي في هذا الشأن. المشاركون في الاجتماع شارك في الاجتماع الوزاري أمس كل من: وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الصباح ووزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في عمان يوسف بن علوي ووزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش ووزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر خالد العطية، إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني.