×
محافظة المنطقة الشرقية

حملة (تقدر.. تخفض فاتورتك) تشهد تفاعلاً من المواطنين

صورة الخبر

هرب الناس من المقاهي إلا قلة ممن أصبحت جلسة الشيشة عندهم عادة مسائية لا يستطيعون الفكاك منها والسبب التقارير التي حذرت من اختباء فيروس كورونا في المعسل أو في لي الشيشة.. ماذا يقول الأطباء وماذا يقول رواد المقاهي: في البدء أكد إبراهيم بن أحمد الحمدان مدير جمعية «كفى للتدخين والمخدرات» بالعاصمة المقدسة. انتشار فيروس (كورونا) عبر المقاهي؛ بسبب استخدام «ليات الشيشة»، وانتقالها من شخص إلى آخر حتى مع تغيير البلاستيكيات التي توضع عليها، مستنداً إلى ذلك بقوله: إن الفيروس يبقى في الليات حتى لو تم تغيير المبسم، لأنه أثناء الكحة أو العطاس للمصاب، تترسب الفيروسات في داخل الليات وخارجها، مما يؤدي إلى انتقال الأمراض، خصوصاً المعدية منها، ومن ذلك مرض الدرن، أو ما تعارف على تسميته بـ «السل الرئوي»، هذا إذا ما تم تغيير المبسم، فما بالنا إذا علمنا أن معظم المقاهي لا تستبدل (الليات) و(المباسم)، مما يساعد على انتشار العدوى بين الزبائن، يدلل على ذلك استقبال مستشفى الملك فهد بجدة لعشر حالات مصابة بفيروس (كورونا) مؤخراً، نتيجة ارتيادهم مقاهي تدخين «الشيشة». سبب رئيسي للعدوى أما الدكتور نزار باهبري، مدير جمعية الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في المنطقة الغربية استشاري أمراض الباطنية والأمراض المعدية والوبائية. فيؤكد من جهته أيضاً، على أن المقاهي تعد أحد سبل نقل عدوى (كورونا) إلى مرتاديها، مؤكداً ذلك بقوله: إذا ما استخدم أحد المصابين بالفيروس (الشيشة) دون أن يتم تغيير المبسم الخاص بها، حينها ينتقل الفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص السليم فور استخدامه للشيشة، وبالتالي تصبح الشيشة أحد أسباب نقل العدوى بين الأشخاص، علماً أن فيروس (كورونا) لا يظهر مباشرة على الشخص المصاب، حسب قوة مناعة الشخص، وأول الأعراض الخاصة بهذا الفيروس، تبدأ بالحمى والسعال، وضيق في التنفس في بعض الأحيان، إضافة إلى احتقان في الحلق والأنف والإسهال، وقد تتطور الحالة لتصل إلى الفشل التنفسي المؤدي للوفاة. وهناك حالات تبدأ بالإصابة بالكحة، يصاحبها بلغم وارتفاع في درجات الحرارة، إضافة إلى نقص في كريات الدم البيضاء، وهي من الأعراض المسببة للمزيد من المشكلات في حال الإصابة. والآلام المصاحبة لفيروس (كورونا) آلام مشابهة لأي مرض فايروسي، إذ إن المصاب يشعر بآلام حادة في سائر عضلات الجسم، ولكنها لا تصل إلى مستوى الآلام المصاحبة (لحمى الضنك) فهي أكثر حدة، ويطلق عليها (آلام تكسير العظام). ويضيف باهبري: إن نسبة انتقال فيروس (كورونا) أقل من بعض الفيروسات مثل الطاعون وأنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها، إذ إن طريقة انتقاله أصعب، وسرعة انتشاره أضعف، بينما نسبة الوفاة من جراء الإصابة بفيروس (كورونا) تعتبر أعلى من بقية الفيروسات. مرضى الربو من جهته، يرى الدكتور أشرف حسني، استشاري أمراض الباطنة والقلب والجهاز الهضمي. أن مرضى الربو أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، موضحاً ذلك بقوله: إن عدد مرض الربو في ازدياد مستمر؛ بسبب تغير النمط المعيشي وتقلب الأجواء، والفئة العمرية التي تعاني الربو هم صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 15 عاماً، كما أن العامل الوراثي يلعب دوراً في الإصابة بالربو بنسبة 50 %، خاصة إذا كان الأب والأم مصابين به، وهو من الأمراض المزمنة، والمصابون به معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بفيروس (كورونا)، لذلك نحفزهم دائماً على أخذ التطعيمات الموسمية ضد الأنفلونزا والابتعاد عن العوامل المثيرة لنوبات الربو مثل التعرض للغبار والتدخين، والحرص على وضع الكمامات، علماً أن أكثر المناطق التي تشهد انتشاراً لمرض الربو هي الرياض وجدة وحائل، وذلك بسبب تقلبات الجو حيث إن الرطوبة تساعد على تكرار نوبات الربو، وكذلك الأجواء الجافة والباردة تزداد فيها الإصابة بنوبات الربو، إضافة لبعض المأكولات مثل الأسماك والبيض والألبان. التدخين كله ضرر أما الدكتور فؤاد عبد الرحيم، استشاري طب الأطفال. فيؤكد من جهته، على أن الفيروسات التنفسية على غرار فيروس (كورونا)، تضر المدخنين بصفة عامة وتمهد لإصابتهم بالمرض سواء كان تدخينهم إيجابياً أو سلبياً أكثر من غير المدخنين، ولتفادي ذلك يقول: يجب إضافة تحذير جديد ضمن التحذيرات الموجودة حالياً للوقاية من (كورونا)، مفاده ضرورة الإقلاع عن التدخين للوقاية من هذا الفيروس ومضاعفاته، خاصة بين المسنين وذوي الأمراض المزمنة وناقصي المناعة، وعزل المرضى أو الأشخاص موضع الاشتباه يحميهم من التدخين، وبذلك يقل تركيز الشوارد الحرة في الرئة، وتأثير التدخين الضار على مناعتهم مما يعجل بشفائهم، خصوصا أن المناعة الربانية ساعدت حوالى 70 % من المصابين بالمرض على النجاة من الموت. ولعلمنا مسبقاً أن التدخين يضر بالخلايا الطلائية المبطنة للشعب الهوائية، هذه الشعب التي تعمل كخط دفاع ميكانيكي داخل الجهاز التنفسي من الميكروبات والفيروسات والمؤثرات البيئية وتقوم بتنظيف الغشاء المخاطي للشعب باستمرار بما يحقق سيولة تدفق الهواء ميكانيكياً داخل الرئة بالإضافة إلى إفرازها للعديد من الوسائط الكيميائية التي تفيد في نمو وتطور وعمل هذه الخلايا والعضلات التي تليها، هذه الخلايا مع تعرضها المستمر لسموم التدخين، تقل حيويتها وكفاءتها الوظيفية ومناعتها وقدرتها على التجديد، بالإضافة إلى قلة متانة بروتين الكولاجين الذي يكسبها مرونة وضعف قدرتها على إصلاح أي تلف بها مما يجعلها فريسة سهلة للالتهابات المزمنة والربو الشعبي وتليف الرئة وبالتالي لغزو الفيروسات. ومن المعروف سلفاً أن الفيروسات تسبب أغلب الالتهابات الرئوية خاصة في المدخنين، وغالباً لا يوجد علاج لمعظمها، ويعتمد الشفاء منها على استعادة الجهاز المناعي لعافيته؛ للتخلص التام من الفيروسات، ولا يخفى على أحد، دور تلك الخلايا المهم جداً للوقاية والتعافي من الالتهابات الرئوية. جولة ميدانية وللوقوف على صحة ارتباط الإصابة بفيروس (كورونا) بتدخين (الشيشة)، قامت "اليمامة" بجولة ميدانية على بعض المقاهي، لترصد آراء مرتاديها، ومدى التأثر الذي واكب هذه المقاهي، بعد ذياع ارتباطها بالإصابة بهذا الفيروس. يقول صاحب أحد مقاهي جدة المعروفة، والذي رفض الإفصاح عن اسمه: تردد الأخبار عن ارتباط الإصابة بفيروس (كورونا) بتدخين الشيشة، لم يصاحبه أي تغير في أعداد المرتادين للمقهى الذي أمتلكه، وما يجعلني متيقناً مما أقوله، إنني أكاد أحفظ وجوه المرتادين للمقهى، فضلاً عن حفظي لغالبية أسمائهم، نظراً لقدم المقهى، ومركزية وجوده في أحد أكبر أحياء جدة، ألا وهو حي البوادي، والكثافة السكانية التي يتميز بها هذا الحي. ضوابط صحية أما بسام السيد، صاحب أحد المقاهي، فيؤكد من جهته على انخفاض أعداد المرتادين للمقهى الذي يمتلكه، موضحاً ذلك بقوله: لم تعد أعداد المرتادين للمقهى كما كانت عليه سابقاً، علماً أنني أتقيد بالشروط الصحية التي تحفظ للزبون الارتياح تجاه ما يستخدمه في المقهى، من ذلك تنبيهي المستمر للعاملين بضرورة تجديد المياه المستخدمة بالشيش والأراجيل، والتنظيف المستمر يوماً بعد يوم لليات، وإعطاء كل زبون (مبسما) جديدا لم يسبق استخدامه من قبل أي زبون، ومع ذلك عادة ما يصاحب بث المباريات المهمة سواء على النطاق المحلي أو العالمي، حضور كثيف من قبل متابعي المباريات، دون تحفظ منهم، ولعل ولعهم بالرياضة، ومتابعة مباريات فريقهم المفضل، أنساهم ما يتردد عن الإصابة بهذا الفيروس. رواد من أجل المباريات ويؤكد إحسان عبدالرحمن من جهته، على غلبة حب الرياضة ومتابعة المباريات المهمة، ما يدور في الكواليس عن الإصابة بفيروس (كورونا)، بقوله: اعتدت منذ زمن على ارتياد المقاهي، رغبة مني في متابعة المباريات المهمة، خاصة التي يكون فريقي المفضل طرفاً فيها، وبالطبع لا أستغني عن تدخين (الشيشة)، بمعدل حجرين إلى ثلاثة أحجار فقط، ومع علمي بما يتردد عن ارتباط تدخين (الشيشة) بالإصابة بفيروس (كورونا)، إلا أنني أحرص على انتقاء أدوات التدخين، فتجدني أختار المعسل والي النظيف، وأتأكد من تجديد ماء المعسل، والحصول على مبسم جديد، ومع ذلك لا راد لقضاء الله. أما عمر عبدالله، فيقول: مع ازدياد حالات الإصابة بفيروس (كورونا)، والإحصاءات التي تبين عدد المتوفين جراء الإصابة بهذا الفيروس، أحرص على ارتياد المقهى المجاور لمنزلي، لمشاهدة أهم المباريات التي تخص فريقي المفضل وليس جميعها، خصوصاً المباريات المشفرة والتي لا تبث على القنوات الرياضية السعودية، مخافة الإصابة بهذا الفيروس، مع إيماني الكامل بقول الله تعالى: ( قل لن يصيبنا إلاما كتب الله لنا). ويرى طلال صالح أنه ليس هناك ما يستدعي الخوف من ارتياد المقاهي، موضحاً ذلك بقوله: طالما أن المقاهي تلتزم بالتعليمات المنصوص عليها من قبل البلدية والدفاع المدني في الجهة التي تتبع لها، من حيث الاهتمام بالنظافة والالتزام بالمعايير الصحية في الخدمات التي تقدم للزبائن، وتوفير وسائل السلامة والأمن، في حال حدوث أي طارئ - لا سمح الله-، وتبقى للزبون رؤيته، وما يتوافق مع قناعاته، وبصفة شخصية اعتدت على ارتياد أحد المقاهي الذي أجد فيه كل ما ذكرت آنفاً، لذلك لا أرغب في تغييره تحت أي ظرف كان، لأنني أتردد على هذا المقهى بصفة شبه يومية، سواء كانت هناك مباريات أم لا، فهدفي الأول من التواجد تدخين الشيشة أولاً، ومن ثم متابعة ما يعرض من برامج، سواء كانت مباريات أو مسلسلات.