تحرر الشبان من مفهوم العيب وثقافة العمل الإداري وتجاوزوا نظرة المجتمع القاصرة واصبحوا يكافحون العطالة بالعمل في المطاعم والفنادق وغيرها من الوظائف التي كانوا يأنفون عن العمل بها في وقت سابق ظلت خلاله الشركات الخاصة تحبط الشبان وتروج في المجتمع فكرة عدم مقدرتهم على العمل في مجال الخدمات. وساهم تطبيق وزارة العمل معنى السعودة بمفهومه الحقيقي في دعم الشبان معنويا وماديا وهيأتهم نفسيا لخوض غمار الوظيفة وتجاوز المعوقات والصعوبات التي كانت تمنعهم من إظهار مقدرتهم على العمل في مختلف المجالات. يقول نور حمزة، موظف في مقهى، تخرجت من الثانوية العامة ولم أقبل في اي جامعة بسبب معدلي المنخفض، فبحثت عن عمل فلم أجد وظيفة توافق طموحي وتحقق تطلعاتي المستقبلية، فبقيت ابحث عن وظيفة لمدة عام، توجهت بعده إلى الموارد البشرية وعرضوا علي العمل في مقهى مشهور، فرفضت العرض في بداية الأمر خوفا من نظرة المجتمع، ولكن بتشجيع الأهل أقدمت على العمل ورأسي مرفوع، فلا يوجد عيب في العمل طالما انه حلال ولا يدعو الى الحرام. وأضاف ساهمت الشركات الخاصة في إزالة الكثير من العواقب التي تواجهنا ودعمونا ماديا ومعنويا من خلال منحنا رواتب جيدة والعمل لمدة ثماني ساعات يوميا. واشار الى ان العمل في المقهى أكسبه صداقات كثيرة مع أفراد المجتمع الواعي الذين دائما ما يشجعونه على العمل. واستغرب نور من بعض أفراد المجتمع الذين يعاملون الموظفين السعوديين بدونية ويحاربونهم نفسيا ولكن هذا الشيء أصبح لا يهمنا إطلاقا طالما أننا نعمل في مجال متوافق مع الشريعة الاسلامية. وذكر ان العمل في المقهى طور تفكيره ومنحه طموحا اكبر في تحقيق احلامه بعد ان استطاع الانتساب لاحدى الجامعات وحقق معدلات جيدة. خالد يوسف، موظف في مطعم عالمي، يقول لا يوجد في ثقافة العمل ما هو عيب، فالعيب مد اليد للناس طلبا للمساعدة المادية. واضاف اعمل في المطعم منذ فترة طويلة والشركة لم تقصر معي نهائيا فهي تدعمنا باستمرار من خلال الترقية وزيادة الرواتب، فأنا بدأت بوظيفة كاشير والان انا مشرف على المطعم. وانتقد النظرة القاصرة لبعض شرائح المجتمع لموظفي الخدمات فبدلا من دعمهم يقومون بإحباطهم وانتقادهم باستمرار. واستطرد خالد أعمل هنا لتحقيق طموحي في افتتاح مشروعي الخاص، فالعمل في مجال الخدمات يكسبك الخبرة الكافية لتحقق أهدافك التجارية، مطالبا الموارد البشرية بزيادة الدعم، فراتب 3000 ريال لا يكفي إطلاقا لتكوين أسرة وتامين سكن مناسب. هاني أيوب، يعمل في محل للفول والفلافل، يقول نزعت ثياب العيب ولبست ملابس العمل وتوجهت إلى عملي بكل فخر واعتزاز، فأنا أخدم بلدي في المجال الذي يتاح لي. وأضاف أن المطعم لم يقصر معي ويعاملونني بكل احترام وتقدير، ففي السابق كانت ثقافة العيب مسيطرة على المجتمع للكثير من المهن ولكن في العصر الحالي لا يوجد عيب في العمل طالما يوافق الضوابط الشرعية. واشار الى انه عند بداية العمل تعرض لمضايقات من العمالة الوافدة لظنهم ان وجوده بينهم سيقطع ارزاقهم الا انه ومع مرور الايام اصبحنا اصدقاء نعمل كفريق واحد لإنجاح المطعم وتحقيق طموحاتنا وأنصح جميع الشبان الذين لا زالوا مقتنعين بثقافة العيب أن ينزعوها وينخرطوا في العمل في مجال الخدمات، فالعمل في تلك المجالات يكسبهم الثقة والمعرفة والصداقات مع افراد المجتمع الواعي. عارف علي، صاحب مطعم، يقول أتمنى أن أوظف جميع طاقم عملي من الشبان السعوديين وذلك لأسباب كثيرة منها خدمة أبناء بلدي قدر استطاعتي فضلا عن ان تكلفة الأيادي العاملة أصبحت مرتفعة وصعبة الحصول، ولكن توجد مشكلة في الشباب السعودي وهو أن بعضهم يظن أن هذا العمل عيب يعاقب عليه المجتمع بنظرات استهزاء وسخرية، كنت أتمنى فتح معاهد خاصة لتدريب الشباب السعودي وللعمل في مجال الخدمات لكي يصبحوا واعين لما سوف يواجهونه وكذلك ليختصر فترة التدريب، كما أود ان تعمل وزارة العمل دورات توجيهية تحث الشباب على الانخراط في العمل الذي يعتقد بعض الشباب أنه عيب ولا يصلح للسعوديين، وطالب عارف الموارد البشرية بزيادة الدعم المادي وذلك لتحفيز الشباب على العمل وأن تلغي بعض شروطهم المعقدة ومن ضمن الشروط أن يدعم فقط الموظف الذي لم يكمل ثلاثة شهور في الشركات أما من تجاوز فترة ثلاثة شهور فهو لا يستحق الدعم من وجهة نظرهم هذه نقطة سلبية، وكذلك الدعم يكون لمدة معينة فقط ثم يذهب الدعم وهذا لا يحفز الشركات على استقطاب السعودي، وضرب عارف مثلا في الصين بأنها تطورت بسبب وجود أياد عاملة وطنية وأصبحت من أقوى الدول اقتصاديا بسبب توفر أياد عاملة من أبناء البلد يوفر الكثير بالنسبة إلى الشركات حتى أصبحت تواجه الشركات العالمية ان تنقل مقر أعمالهم إلى الصين وذلك لتوافر الأيادي العاملة وجودتها، فاليد العاملة عندما تكون وطنية تنهض باقتصاد البلد وتجعله بلدا متطورا يواكب العصر.