يلعب الفريق أ مباراة هجومية ويخلق أكثر من عشر فرص للتسجيل لا يحولها المهاجمون لأهداف بسبب الرعونة أو الاستعجال أو براعة حارس المرمى أو الحظ، وتأتي للخصم ب هجمة وحيدة يسجل منها هدفاً غير ملعوب، فيظهر المحلل بعد المباراة ليخبرنا أن مدرب الفريق ب قد سيّر المباراة كما يريد في ظل أخطاء مدرب أ الذي لم يستطع قراءة المباراة فخسرها من بداياتها ولم يتمكن من تعديل مسارها لصالحه، رغم أن النتيجة الطبيعية في حال توفيق المهاجمين كانت لصالح الفريق أ. ثم يلعب نفس الفريق أ مباراته الثانية أمام الفريق ج، ويعاني ضغطاً هجومياً كبيراً وسط ارتباك خط دفاعه وانعدام التوازن في خط الوسط، فيسيطر الخصم ويهدد المرمى الذي يستبسل فيه حارس المرمى فينقذ الفريق أ من هزيمة ثقيلة تحولت إلى فوز من كرة ثابتة أو خطأ دفاعي، فيأتي نفس المحلل ليشيد بمدرب أ ويصفه بأنه سيّر المباراة كما يريد ولعب بتكتيك مثالي استطاع من خلاله السيطرة على المباراة والفوز بالنقاط الثلاث. لا شك أن الأمر لا ينطبق على جميع المحللين، فالمتمكن والمقنع يعرفه الجمهور ويثق به، فالغالبية من المتابعين قد تشبعوا بالمعرفة بمتابعتهم لمختلف القنوات التي تغطي البطولات العالمية، فأصبحت لغة الأرقام وتقنيات التحليل هي الحكم في تحديد أفضلية فريق ومدرب على الآخر، فالعبرة ليست بالنتائج دائماً لأن ظروف المباريات تختلف فيتحكم بالنتيجة إبداع حارس أو توفيق مهاجم أو خطأ حكم. أملي في القنوات الرياضية أن تركز على الكيف في اختيار المحللين، فلا داعي لكثرتهم وشمول ميولهم لجميع الأندية، فيقيني أن أربعة محللين متفرغين متميزين يكفي لتغطية البطولة بأكملها، مع التركيز على تطوير كافة كوادر الاستديو التحليلي من فنيين ومبرمجين ومنتجين، فنحن في زمن الأرقام والرسوم البيانية وأجهزة العرض الحديثة التي توضح الجمل التكتيكية والتنظيم الدفاعي وتحرك الفريق بدلاً من طول وتكرار الحديث وكثرة المحللين. تغريدة tweet: سبعة مواسم تابعت فيها البرميرليق على سكاي وكان أندي قري هو المحلل الثابت الوحيد لجميع المباريات، يشاركه أحياناً بعض المحللين لمباريات محدودة تحتاج تغطية أكبر، أتمنى تطبيق هذا النموذج في تغطية الكرة السعودية مستقبلاً، وأترك لصانع القرار اختيار الأميز، وعلى منصات التميز نلتقي,