×
محافظة المنطقة الشرقية

وقَّع مع سيف الإسلام بن سعود اتفاقية تأهيل منتهٍ بالتوظيف لعدد 500 من أبناء الجمعية أحمد بن فهد بن سلمان يُكرِّم الجهات الداعمة لبرنامج الأمير سلمان لتأهيل أبناء إنسان

صورة الخبر

لندن: ناصر الحقباني علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن واحدا من الـ44 شخصا الذين تلاحقهم السلطات السعودية بالتنسيق مع الشرطة الدولية (الإنتربول)، قدم مساعدة إلى سعودي (مقعد) وزوجته الباكستانية وطفلته وثلاثة من أشقائه لتهريبهم عبر الحدود السعودية – اليمنية بطريقة غير مشروعة، وانضمامهم إلى صفوف تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وذلك بعد أن كانت السعودية استعادت من وزيرستان في عام 2012 محمد فرحان المالكي بعد إصابته بطلق ناري أسفل ظهره نتج عنه شلل نصفي، إبان انضمامه إلى كتائب عبد الله عزام هناك. وأوضحت المصادر أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط أحد الأشخاص ضمن الـ44 الذين مررت بياناتهم عبر (الإنتربول)، في تهريب مقعد سعودي اسمه محمد فرحان المالكي أصيب في ساحة القتال في وزيرستان، وأشقائه وزوجته وطفلته نوال، مشيرة إلى أن الخلية كشفت عن اهتمامها البالغ بخطوط التهريب خصوصا عبر الحدود السعودية - اليمنية، وذلك لتهريب الرجال والنساء. وقالت المصادر إن السلطات السعودية أفرجت عن المالكي بعد خروجه من المستشفى، نتيجة عدم تورطه في أحداث أمنية داخل البلاد، وذلك قبل صدور الأمر الملكي بالسجن بين ثلاثة و20 سنة لكل من ثبتت مشاركته في مناطق القتال في الخارج. في المقابل، أكد خالد فرحان المالكي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أن أسرته تلقت اتصالا من شقيقه محمد، وهو مقعد على كرسي متحرك، يفيد بوجوده مع أشقائه الثلاثة وزوجته وطفلته الرضيعة نوال، مشيرا إلى أن محمد طلب من والديه السماح على ما بدر منه، وهروبه دون إذن منهما. وأوضح المالكي أن شقيقه محمد (23 عاما) لم يستثمر الفرصة الذي منحت له من قبل السلطات السعودية حينما أبدى رغبته في التراجع عن أفكاره المتطرفة في أغسطس (آب) 2012، وإكمال علاجه في الرياض بعد إصابته بطلق ناري أسفل ظهره خلال وجوده مع جماعات مسلحة في وزيرستان، مبينا أن السلطات المختصة لم تتردد حينها في إعادته، بل أرسلت له طائرة خاصة على متنها فريق طبي لنقله إلى الرياض، كون حالته الصحية لم تسمح له بالبقاء فترة طويلة في مستشفيات باكستان. وأضاف: «غادر محمد إلى أفغانستان عبر قطر، وكان عمره حينها 19 عاما، حيث لم يكمل دراسته الجامعية في تخصص العلوم الإسلامية». وقال شقيق محمد إن السلطات السعودية لم تصدر أمرا بتوقيفه بعد خروجه من مستشفى الأمن العام في الرياض، كونه لم يرتكب أي عمل إجرامي داخل المملكة، واقتصر على الانضمام لجماعات مقاتلة في الخارج، حيث عاد محمد بعد انتهاء علاجه إلى منزله في الدمام، وبعد فترة انتقل إلى منطقة عسير لزيارة الأقارب ومعه شقيقه عبد الرحمن، وأبلغ أسرته أنه سينتقل إلى الرياض لمراجعة مركز محمد بن نايف للمناصحة والتأهيل. وأضاف: «كانت أسرته تعتقد أن نجلها في الرياض حيث انقطع التواصل بينهما، إلا أن اتصالا وردهم من محمد يبلغهم بوجوده في اليمن، وأنه دخله متسللا الأراضي الحدودية عبر مساعدة مهربين هناك، وبعد شهر واحد لحق به شقيقه الآخر عبد الله». وبين أنه لا يعرف ماذا سيفعل أشقاؤه وزوجة شقيقه وطفلته الرضيعة في اليمن، وأنه لم يكن معهم أموال أو سيارة كي يتحركوا هناك في ظل تردي مستوى الأوضاع الأمنية والاقتصادية، لا أن سيما الجماعات المتطرفة هناك تعمل على احتواء أي هارب من السعودية. وكان صدر أمر ملكي بالسجن بين ثلاثة سنوات و20 سنة، لكل من شارك في أعمال قتالية خارج السعودية، بأي صورة كانت، أو الانتماء للتيارات الفكرية المتطرفة أو التعاطف معها أو دعمها، وحددت أسماء الأحزاب والجماعات التي تشملها العقوبة، وهي: تنظيم القاعدة، و«تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، و«تنظيم القاعدة في اليمن»، و«تنظيم القاعدة في العراق»، و«داعش»، و«جبهة النصرة»، و«حزب الله في داخل المملكة»، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثي. وأشار المالكي إلى أن أسرته تلقت اتصالا آخر من محمد الأسبوع الماضي، يفيد بوصول زوجته الذي كانت تقيم في منزل والده بدينة الدمام وطفلته الرضيعة نوال إلى اليمن، وأن شقيقه الصغير أحمد (16 عاما) هو من ساعدها على الهروب حتى وصلت إلى مكان وجود زوجها في إحدى القرى اليمنية. وزاد: «كان الوالدان يعتقدان أن زوجة محمد وحفيدتهما الرضيعة في غرفتهما، وحينما انتهت الأسرة من إعداد وجبة الغداء، ذهب أحدهم لإبلاغها، فلم يعثروا على الزوجة ولا الطفلة، وبدأت الأسرة البحث عنهما، وتبين بعد ذلك أن شقيقه الرابع أحمد تغيب عن الدراسة في ذلك اليوم، وبادرت الأسرة إلى إبلاغ السلطات الأمنية». وتابعت المصادر أن محمد فرحان المالكي كان يقاتل في صفوف «كتائب عبد الله عزام» في وزيرستان، وكان مقربا من قائدها السابق السعودي صالح القرعاوي الذي تعرض لإعاقة مستديمة جراء انفجار قنبلة يدوية كان يحملها، وقام بتسليم نفسه للسلطات الأمنية عبر باكستان، وكذلك أحمد الزهراني وكنيته (أبو مريم) الذي وضعته الحكومة الأميركية على القائمة السوداء، واصفة إياه بأنه عضو بارز في تنظيم القاعدة. وقالت إن محمد اشترط وجود أحد من أفراد أسرته أثناء تسليم نفسه للسفارة السعودية لدى باكستان، لكونه غير قادر على الحركة لإصابته بشلل نصفي، وأن زوجته لا تحمل أي بطاقة إثبات خاصة بها، حيث جرى نقله إلى السعودية لظروفه الصحية، فيما انتظر والده مع زوجته في باكستان مدة أسبوعين، لحين إصدار بطاقة إثبات من الجهات المعنية في باكستان، وورقة عبور إلى الرياض من السفارة السعودية. يذكر أن التضاريس الجبلية على الحدود السعودية - اليمنية سهلت عمليات التهريب إلى داخل اليمن، حيث تعمل السلطات السعودية على التغلب على المعوقات، ونشرت فرقا استطلاعية وكاميرات حرارية، وبدأت في 2013 بناء سياج حدودي على طول الشريط بين البلدين، وتضبط عمليات تهريب بشكل يومي بين البلدين، تتضمن المتسللين والأسلحة الثقيلة والخفيفة والمخدرات بأنواعها.