جدة: أسماء الغابري استطاعت ست سيدات سعوديات موظفات في إحدى شركات القطاع الخاص، دخول معترك الحياة العملية الصعبة في قطاع المقاولات بدهاء وفطنة من بعد، في وقت لم يشهد فيه هذا القطاع وجود نواعم من قبل. في هذه الأثناء لم يكن عدم توافر رأس المال عائقا أمام ماجدة العماني وصديقاتها الخمس، فبعد تفكير عميق استطعن الوصول إلى فكرة الاقتراض من البنك وحصول كل واحدة منهن على مبلغ 135 ألف ريال، خاصة أن جميع البنوك تقرض من هم في حالتهن مبلغا يعادل 15 راتبا، على أن يتم السداد خلال فترة تصل إلى 60 شهرا. واهتدت ماجدة العماني إلى فكرة لاستثمار المبلغ المالي في شراء آليات ثقيلة وتأجيرها لأحد المقاولين العاملين في منطقتها، ووجدت ضالتها في مقاول يعمل على إنهاء مشروع كبير في منطقة مكة المكرمة، لهذا مررت الفكرة إلى رفيقاتها الخمس. وقالت: «اعتدت أنا وصديقاتي التجمع أسبوعيا، وفي كل مرة نتحدث عن تعب العمل وأنه من الضروري استثمار هذه الوظيفة في مشروع يضمن لنا حياة كريمة في حال توقفنا عنه، وأنه من الضروري التفكير في طريقة لجلب المال في زمن طفرة لم تعرف السعودية مثيلا لها، وهي طفرة عيبها الوحيد أن خيراتها لا تنال أحدا كما تنال أرباب المال أنفسهم». وتشهد السعودية مشاريع ضخمة وعملاقة في قطاع المقاولات، الأمر الذي أسهم في زيادة الحاجة إلى المعدات والأيدي العاملة لتنفيذ تلك المشاريع، ما ولد الفرص أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة للفوز بعدد من المشاريع خلال الفترة الحالية، عن طريق عقود مع كبرى الشركات المنفذة لتلك المشاريع. وأضافت: «بعد تفكير طويل رأينا أن أول أسرار الثراء يكمن في وجود مبلغ من المال، ثم التفكير في كيف نصنع منه أموالا طائلة، وتوصلنا إلى فكرة الاقتراض من البنك الذي نتعامل معه وتجميع هذا المبلغ لشراء ناقلات ومعدات بناء، وتأجيرها لأحد المقاولين، على أن يتم التعاقد مقابل مبلغ مالي شهري لا يقل عن 60 ألف ريال، مع بقاء ملكية الناقلات والمعدات والآليات لنا». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن هذا المشروع ما هو إلا بداية لدخول ومعرفة أسرار العمل في قطاع المقاولات، الذي يتطلب الفهم والدراية عن بعد لفترة من الزمن، ومن ثم العمل فيه مباشرة، من خلال إنشاء شركة مقاولات تملك معداتها وناقلاتها. وترى العماني أن المرأة السعودية عليها استغلال هذه المرحلة التي وفر لها الملك عبد الله بن عبد العزيز كل السبل لدخولها سوق العمل، وأتاح لها كل الفرص للقيام بكل ما تحلم به من مشاريع وإنجازات دون عوائق. وطالبت الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية بطرح أفكار استثمارية على النساء اللاتي تتعامل معهن واللاتي لهن ظروف خاصة في كيفية استثمار مجهودهن وجلب الرزق دون الاعتماد على الرجال أو المساعدات، والتنسيق مع رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية لدعمهن وتذليل العقبات التي قد تواجههن. ورأت أن المرأة مهما كانت ظروفها بإمكانها قهر هذه الظروف طالما أنها تتمتع بالصحة والعافية، وتطرق جميع الأبواب لنيل الرزق الحلال من مجهودها، لضمان حياة كريمة مستدامة.