×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة الشرقية تبحث عن هوية عامل متوفى

صورة الخبر

ـ أشعل شمعتك الأخيرة ولا تدفن رأسك في الرمال يا ولدي؛ لقد رفعوها مجدداً، وحفروها على صخرة الفناء للمرة الألف ثم قالوا: لا تصالح، وعليك ألا تكون حطبها كما جرت العادة، وأن لا تكون طبلاً يقرعك كل صاحب مصلحة، ويوجهك من غرفة نوم فاخرة، أو من خلف ستار آثم. ـ وجوه الكدر تهتز أمامك في الفضائيات، والطبول تقرعها طبول؛ ها قد أعادوها جذعة، وها قد لطخها كليب بدمه المصطنع حتى أضاءت لها أعناق المرايا ببصرى الشام وبغداد والقاهرة، وليس عليك إلا أن تنحاز أبداً إلا إلى بلدك، وأهلك الطيبين الذين يخافون عليك من كل شيء، وإن لم يحسنوا التعبير. ـ سيصنعون على جثتك أمجادهم كما جرت العادة، ولن يشيروا إلى أنك الجندي المجهول والطيب الذي صنع لهم المجد، واقتحم الكمين، وتناثرت أشلاؤه؛ سيقولون ضحية من ضمن الضحايا، وغر من ألف غر. فلا تصدق الطبل! ـ لا تكن حطباً لدم الفراشات ومسحوق التعاويذ والهمهمة، واسأل المطبلين في أذنيك لماذا لا يشاركونك في الأجر والمثوبة ؟ لماذا لا يرافقونك ــ ولو مرة ــ إلى ساحات الوغى؟ لماذا لا يحرصون على الخير لأبنائهم مثلما يحرصون عليه لك؟ ولماذا أنت وحدك المبادر منذ ثلاثين عاماً لإشعال نفسك في كل مكان؟ ـ إن رأيت طبلاً يقرعه طبل كي ينتشي طبل ثالث فاعلم أنك هذا الثالث المستهدف، وأنك في طريقك إلى عالم لا مكان فيه إلا للطبول التي تعودت أن تصدر أصواتاً بأقل مجهود، وأنها هي التي تساهم في حشر أطفال المدينة إلى الموت؛ فلا تكن ذلك الطفل الأهبل الذي يحركه طبل، وابق في بلدك ريثما ينجلي الغبار، وستعرف أن الحكاية من أصلها أكذوبة للخلاص منك.