ألقى الدكتور أنور قرقاش وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، محاضرة في مجلس سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. وحضر سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي المحاضرة التي استضافها مجلس سمو ولي عهد أبوظبي بقصر البطين بأبوظبي، بعنوان "آفاق السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة" التي حضر لمتابعتها أصحاب السمو والمعالي والسعادة وعدد من وسائل الإعلام والتي دعيت لها "الرياض" حيث أكد المحاضر أن أول ثوابت سياسة الإمارات الخارجية ينطلق من المصلحة الوطنية للإمارات وشعبها. اتخذنا المواقف الأخيرة حيال قطر لأن الأمر يتعلق بكرامة الدولة مؤكدا أن قيادة الإمارات حريصة على سمعة الوطن وكرامته وسيادته، وأن سياسة الإمارات الخارجية لا تتحرك من فراغ بل عبر نظام دولي متغير، لافتا إلى أنه عبر توجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عززت وزارة الخارجية من اهتمامها التقليدي برعاية مصالح مواطني الإمارات وهم في الخارج. دولنا تخوض معارك ما بين دوافع الاستقرار والتنمية.. والاستثمارات الأجنبية في الإمارات تجاوزت 95 مليار دولار وأضاف في حملتنا الناجحة والمكثفة للفوز باستضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" كانت مهمتي زيارة أميركا الجنوبية، قارة بعيدة كل البعد عن عالمنا، جولة شملت الأرجنتين والبرازيل والبيرو وتشيلي والأوروغواي، وسعدت سعادة بالغة بالاحترام الذي تكنه هذه الدول البعيدة لوطني الإمارات، احترام مبني على معرفة واطلاع على تجربتنا ومكاننا في العالم. الإمارات تدعم ترشيح السيسي لقيادة مصر.. واستمرار الصراع سيزيد من التطرف ومعاناة السوريين وأضاف: في استعراضنا لتقرير الإمارات الدوري الشامل في جنيف في عام 2008 الردود والملاحظات حول ملف العمالة في الإمارات ورأينا ذلك من خلال الإنجاز الكبير في ملف اكسبو 2020 حيث عبر الفوز عن تقدير كبير للإمارات ونجاحها التنموي وريادتها في العديد من المجالات. واسترسل أن التوازن الدقيق بين المصالح والقدرات ضروري، ومن خلال هذا القياس تبنى سياسة خارجية تعزز من مكانة الإمارات وتخدم مصالحها دون أن ترهقها بدور مغامر لا يصب في مصلحتها وهذا التوازن من أسسه معرفة وإدراك ومتابعة لطبيعة النظام الدولي والمشهد الاقليمي لمعرفة هامش الحركة المتاح أمام الدولة الوطنية. وقال الوزير الإماراتي إن السياسات الخارجية لا تتحرك من فراغ بل عبر نظام دولي متغير، لو ببطء، ومعه مشهد إقليمي مصاحب ولا يعني كل ذلك أن السياسة الخارجية للإمارات لازمها الحذر دائماً، أو عانت من تواضع مزمن، بل نجد أنها لم تتردد في اتخاذ المواقف الشجاعة والمتقدمة عندما تكون هناك حاجة. وأشار إلى أن دعم الإمارات لاستقرار مصر ودعم إرادتها الشعبية هو مثال آخر للموقف المتقدم والشجاع للسياسة الخارجية للإمارات، موضحا أن الموقف الصلب في الانحياز لشعب مصر وإرادته ومستقبله، موقف سيقيمه التاريخ كلحظة حرجة كان لجرأة الإمارات وشجاعتها قول فيصل في تحديد الاتجاه وحسم الخيار لصالح مصر وشعبها. وبين الوزير أن عالمنا العربي ما زال يخوض معاركه بين دوافع الاستقرار والتنمية وضرورات تطوير مؤسسات الدولة الحديثة، والإمارات في هذا المشهد تنحاز للتنمية والاستقرار والمستقبل وتريد للعرب ما تريده لنفسها، مضيفا بأن هذه المواقف الملتزمة وضمن الشراكات الدولية ضمنت للإمارات رصيداً دولياً كبيراً ومقعدا للدبلوماسية الإماراتية في قضايا إقليمية ودولية تشكل هما وقلقا دوليين. وأضاف: "ونعود باقتضاب إلى البدايات، ففي تلك السنوات الصعبة ركزت سياستنا الخارجية على أساسيات فرضتها تحديات المرحلة واستحقاقات سنوات التأسيس. وأشار إلى أنه من غير المستغرب إذاً، أن مسألة أمن الإمارات وأمن الخليج العربي، كانت وتبقى، إحدى أهم مسائل سياسة الإمارات الخارجية، ففي مثل هذا الموضوع الوجودي لا يمكن لنا أن نغلب العواطف والشعارات والأيديولوجيا على الحسابات الواقعية الباردة. وسيبقى هذا الموضوع حيوياً في منطقة مضطربة حيث يمر عبر مضيق هرمز 35 بالمائة من النفط المنقول بحراً و50 بالمائة من الواردات النفطية لاقتصاديات آسيا الصاعدة. وقال إننا لا نأتي بجديد حين نشير إلى أن أول ثوابت سياستنا الخارجية ينطلق من المصلحة الوطنية للإمارات وشعبها، ونضيف بأنه من الطبيعي أن تكون سياستنا الخارجية مرآة عاكسة لقيمنا وتطلعاتنا ومن هذا المنطلق لا يمكن إلا أن تكون سياستنا الخارجية وسطية في توجهاتها نحو المحيط والعالم، كما أنه من البديهي أن تعنى سياستنا الخارجية بالتنمية والعدالة والاستقرار، فتجربة الإمارات الناجحة تنهل من رأس هذا الفلج. وأضاف أن الإمارات أصبحت نموذجاً لنجاح الدولة العربية والمسلمة وقبلة للشباب والكفاءات العربية وغيرها من الكفاءات والاستثمارات الأجنبية في الإمارات بنهاية 2012 تجاوزت 95 مليار دولار وانعكس هذا النجاح الداخلي قوة وقدرة في سياستنا الخارجية وكان من الطبيعي أن يتلمس العالم نجاح هذا النموذج وأن تتجذر علاقاته مع الإمارات وأن يقدر تدريجياً هذه الصداقة العاقلة وهذه العلاقة التي بالإمكان الاعتماد عليها. ومن خلال أدائها في هذا الجانب ميّزت سياستنا الخارجية نفسها ولم تبق حبيسة الأبراج العاجية للمسائل الدبلوماسية الكبرى وفعلت الشعار الذي رفعه صاحب السمو رئيس دولة الإمارات أن المواطن أولاً وثانياً وثالثاً. قال معالي أنور قرقاش إنه مع ألا تستهلكنا مشاكل المحيط والجوار يبرز موضوع التوجه نحو تعميق علاقات الإمارات مع آسيا ودول الاقتصادات النامية، وفي هذا السياق أشير إلى أننا وفي تصنيفنا لأهم 16 سفارة يضم هذا التصنيف خمس دول في آسيا وأوقيانوسيا "الهند والصين وكوريا الجنوبية وأستراليا"، فمن المتوقع أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة بحلول العام 2017 كأكبر مساهم في الناتج المحلي العالمي. قال إنه وبرغم نجاحنا في تطوير علاقاتنا مع هذه الدول والشرق بوجه عام وبصورة تميزنا عن محيطنا الخليجي والعربي، إلا أن السقف ما يزال متواضعاً مقارنة بالآفاق المتاحة ونشير في هذا الصدد أن الإمارات شراكاتها في بيع نفطها كانت دائماً آسيوية، كما نشير إلى أن 45 من تجارة الإمارات الخارجية هي مع الدول الآسيوية غير العربية. أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عمق العلاقات بين الإمارات وقطر، وذلك في معرض تعليقه على استدعاء السفير القطري في الإمارات رداً على تصريحات يوسف القرضاوي. وأوضح قرقاش، في مقابلة مع قناة "العربية" في الإمارات اتخذت الموقف الأخير، لأن الأمر يتعلق بكرامة الإمارات. وفي سياق آخر، رأى الوزير أن دور مصر في العالم العربي يتخطى مكانتها كدولة، مضيفاً أن مصر المعتدلة تعني عالماً عربياً معتدلاً. كما أكد قرقاش دعم بلاده إجماع الشعب المصري على ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية. من جهة أخرى، أعرب الوزير عن أمله في إنهاء الأزمة السورية سياسياً، معتبراً أن استمرار الصراع سيزيد من التطرف ومعاناة السوريين.