النسخة: الورقية - سعودي سأرحل عن عالم لم أعد أشعر بالإنتماء إليه تاركة خلفي ذكريات كثيرة، وإن بدت جميلة المظهر، كأزهار الحدائق وأشجار البساتين.. فلم يعد يغريني زيف ذلك الجمال لأبقى بجوارك أكثر.. سألوّح «بالوداع» إلى أحلام رسمتها وأنا معك.. وظننت يوماً بأنها ستتحقق.. وداعاً لسراب ركضت أقدامي خلفه.. وداعاً لرسائل كتبتها ولم أسلمها إليك.. سأمزّقها اليوم، لكن دون تقبيل واحتضان كما كنت أفعل عندما يسيطر علي استسلامي لأحلامي.. وداعاً لأماكن كنا نلتقي فيها نهاراً، وكنت ألتقي وحدي فيها طيفك ليلاً، كي أتذكر تفاصيل يوماً قضيناه معاً.. سأبتعد وللأبد قبل أن يتستيقظ قلبي من طعنة بخنجر سفاح الهجر.. لن أكترث بعد اليوم لنداءات الاشتياق.. ولن تحرقني أنفاس الحنين، وهي تطالبني أن أعود إليكَ.. وداعاً لطيفك، لصورك، لكلماتك، لهمسك، لعينيك، للقاءك، حتى اسمك. وداعاً لكل شيء يذكـرني بك.. وداعاً لسحرك الذي يُردي قوّتي قتيلة أمامه، فأصبح ضعيفة أنساق خلفه وهو يأخذني إليك.. وداعاً لعبارات نطقتُها بعاطفتي ونبضي، قبل أن ألفظها بلساني.. وداعاً لفرحتي المؤقتة، التي كانت تسعدني كطفلة تمسك «هدية العيد».. وداعاً لأوهام أغرقت نفسي بها، وقصص عشت بها، لكن في مخيلتي.. فقد قررت أن أرحل «وللأبد» فمكاني ليس بين أروقة الأحلام.. لن أرحل لأنني كرهتك.. لكني كرهت امتزاج أيامي بسراب الأحلام.. لأن يوماً سيأتي ولن أجدك معي.. فقد كنت بطل قصة جميلة عشت تفاصيلها، لكنها بلا نهاية سعيدة.. فاعذرني على رحيلي.. mas-3951@hotmail.com