الشاعر الأمير شمس المعالي أبو الحسن قابوس بن وشمكير بن زيار بن وردان شاه الجيلي (ت: 403هـ), أمير جرجان وبلاد الجبل وطبرستان. كان محباً للأدب، فجمع حوله الشعراء والكتّاب من الفرس والعرب. باسمه ألف البيروني كتاب (الآثار الباقية)، وكان ابن سينا قد عزم على مغادرة خوارزم متوجهاً إلى بلاطه، ولكن قابوس قتل قبل مجيء ابن سينا إليه. اشتهر قابوس بنظم الشعر والكتابة، وله رسائل بالعربية: (كمال البلاغة) جمعها عبد الرحمن يزدادي من طبرستان. الحكاية عندما يكون الشعر ترجماناً حقيقاً عن مكنونات هذا الإنسان أو ذاك، فعند هذه الحال يتحول إلى قصة تعبر عن واقع معين، وفي الأبيات التي سنوردها ما يعبر عن واقع مؤلم مرّ به الشاعر الأمير شمس المعالي الذي تولى الإمارة بعد وفاة والده بإحدى وخمسين سنة، حيث توفي الوالد في سنة 337هـ، وتولى الولد الإمارة سنة 388هـ، وكان هذا الأمير من محاسن الدنيا وبهجتها كما قال (الثعالبي في يتيمته)، غير أنه كان مُرّ السياسة، ولذا كثر كارهوه، فأجمع أعيان عسكره على خلعه ونزع الأيدي عن طاعته، وسلّموا الأمر لولده (منوجهر) وهو بطبرستان والذي أجابهم –على الرغم من تقديره لوالده- خشية خروج الملك عن بيتهم، وذهب إلى والده (بجرجان) مضطراً، وعرض الولد نفسه أن يكون حجاباً بين والده وبين أعاديه، فسلّم الملك له، واتفقا أن يكون الوالد في بعض القلاع إلى أن يأتيه أجله، حيث توفي في سنة 403هـ، وقبل وفاته كان يرى من حوله وهم يهزأون به، وبعضهم يضحك من مصيره إلى هذه الحال، والآخر يتشمت به، فقال متمثلاً، حيث نسبت هذه الأبيات لغيره، كما نسبت له: قل للذي بصروف الدهر عيّرنا هل حارب الدهر إلا من له خطر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قعره الدرر فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ومسّنا من تمادي بؤسه ضرر ففي السماء نجوم ما لها عدد وليس يكسف إلا الشمس والقمر