×
محافظة حائل

الملك سلمان في القمة العربية الإسلامية الأمريكية: النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي

صورة الخبر

ينتقدني شعراء وكتاب وصحافيون لأنني أكتب باللغة العربية بحجة أنني كردي الأصل والمنبع، وهذا السبب كاف كي أتنازل عما اكتسبته من معرفة وفكر وفلسفة وأدب من الثقافة العربية، وأستبدل اللغة التي أكتب بها الشعر والقصة والمقالة، على رغم أنني أكتب باللغة الكردية أيضاً الشعر والقصة القصيرة. لكن هذا بالنسبة إليهم لا يجدي نفعاً ولا قيمة له ما دمت أكتب بالحروف العربية. لذا وضعت انتقاداتهم في خانة مليئة بعلامات الاستفهام، وفي الوقت ذاته أقف أمامهم بالمرصاد وأرد على أسئلتهم وانتقاداتهم بالأسلوب ذاته الذي ينتهجونه معي. هنا ينتهي الحوار وتسدل الستارة عن فصل آخر من النقد الذي أتعرض له في شكل شبه يومي، لكن هذا لا يقلقني ولا يتعبني ولا يرهقني، بل يزيدني قوة وإصراراً وعزيمة وثقة وإرادة على مواصلة طريقي، فالمبدع الحقيقي يكتب بلغات العالم ويتعلم منها ويكتسب ثقافتها ومعرفتها ويروضها. فأنا شاعر وكاتب كردي الأصل والمنبع، أكتب بلغتي الأم وفي الوقت ذاته أكتب باللغة التي يتكلمها أكثر من نصف بليون إنسان، وبهذا أنقل وأحلل وأفسر ثقافة وطني وتراث شعبي وقضية أمتي لكل الناطقين بالعربية. لكن في الوقت الذي ينتقدني بعضهم، هناك من يرفع قبعته احتراماً وتقديراً لي، لأنه يعرف قيمة ما اكتسبته من مهارات لغوية وثقافية ومعرفية من لغة غريبة عن لغتي الأم وكتبت بلغة أخرى كلمات في العشق والحضارة والإنسان هي دليل قاطع على أن الأمة الكردية تملك مواهب وطاقات إبداعية تستطيع مواكبة الحاضر في المحافل الأدبية والفكرية والفلسفية العالمية. قال لي مرة مثقف كردي: على رغم فارق السن الكبير بيني وبينك، لكنني أحترمك كثيراً بطول هذا الفارق الزمني، لأنك شاب كردي مكافح تسلّق هرم الثقافة والفكر والأدب باللغة العربية في بيئة تكاد تخلو من هكذا ثقافة. المفارقة هنا أن بعض الذين انتقدوني كانوا متواجدين في معرض أربيل الدولي يشترون الكتب العربية ويلتقطون الصور مع كتّاب عرب. هنا يطرح السؤال: إلى متى سيرتدي بعض الشعراء والكتاب والصحافيين ثوب النفاق هذا؟ أم أن للقضية أبعاداً أخرى تبدأ بالحسد والشعور بالحرمان والنقص الثقافي وتنتهي بالتهميش والإقصاء. لكن هذا لن يزعزع تطلعاتي فسأبقى أقاتل بقلمي الكردي بما يحمله من ثقافة وفكر وأدب باللغة العربية على جبهات الإبداع . لكن ما يرهق ذاكرتي هنا أن تمتد مفاهيم الرأسمالية وقيمها إلى أروقة دور النشر فينتشر مفهوم الطبقية بين الكتب ويتم جر الكتب إلى مستنقع الربح، وحينها سأكتب رسالة ثورية إلى ماركس أقول له فيها إن «رأس المال» يباع الآن بالمال.