×
محافظة مكة المكرمة

«شؤون المرأة» ترصد شكاوى المعلمات وسيدات الأعمال

صورة الخبر

أين ذاك الأفاق المجهول الذي نصب نفسه -!!! - خليفة للمسلمين مما يحدث في غزة، أم أنه لا يأبه إلا بالانقضاض على ما يمكن له من مقدرات المسلمين والفتك بالمزيد من الأرواح وترويع الباقين، ولجم الأفواه وشل الأجساد ليستكين في النهاية في صومعة يأمل أن يرفع أعمدتها بعظام بشرية ويكسوها بجلود إنسانية! منذ أسابيع أحاول عدم متابعة الأخبار نهائيا.. ومع ذلك يأتي من يقحمني فيما لا أملك دفعه ولا رده، يأتي من يشعرني بالقهر لأن العالم الذي أعيش فيه يحترق من حولي، لأن هناك من يحاول إيصال شرارة نيرانه المتطايرة لأرضنا حسدا من عند نفسه.. لعله يتسبب في إشعالها وخرابها كما فعل بكل أرض وطئتها قدماه.. أحرق الله أقدامهم وأدمى قلوبهم. قلبي الذي حاولت حجبه عما يجري على مدار الساعة ينفطر من جراء عمليات القتل الممنهجة وترويع البشر، عمليات كانت نتيجتها المئات من جثث أطفال غزة وأطفال سورية والعراق، ومع النساء والأرامل والشيوخ، ومع زهرة الشباب الذي غاب بفعل فاعل في تلك الأراضي الملتهبة، لكن عقلي يجبرني على التفكر في حال شبابنا الذي ظن أن ملاذه الأخير مع أمثال من عصبوا وجوههم وأجسادهم بالسواد، الذين أباحت قيادتهم القتل، والذين يحاولون فرض أنفسهم على الناس وبوحشية.. بالله عليكم لو امتلك هؤلاء وأمثالهم ترسانة حربية كاملة كيف كانوا سيحركون أتباعهم على الأرض السورية والعراقية واليمنية وغيرها، لا أشك أنهم سيطبقون ما تفعله تلك الترسانة الوحشية التي اعتادت الهجوم على الفلسطينيين والتي تتطلع لتوسيع حدود صراعها وعلى كافة الجهات، هؤلاء لن يكتفوا بحرق العراق وسورية واليمن، وبالتالي علينا الاستعداد للأسوأ دائما. نعم الصهاينة وحوش رفضوا الصلح الذي يترتب عليه إعطاء الحق للفلسطينيين.. نعم الصهاينة وحوش يريدون ضمان أمنهم وضمان رخائهم على حسابنا، يريدون مصافحتنا للانقضاض على مقدرات شعوبنا، ولكن كيف نصنف من يقولون إنهم يدينون بدين الإسلام وهم أبعد ما يكونون عنه، ما يخيل إليّ أنهم لا يختمون صلاتهم بالتسليم بل بسفك المزيد والمزيد من الدماء وترويع الآمنين، ما يخيل إلي أنهم يزينون مائدة إفطارهم في رمضان بجماجم بشرية، ما يخيل إلي أنهم يتندرون وقت سحورهم بعدد القتلى والجرحى، وبعدد من ترمل على أيديهم من نساء، وبعدد الأمهات اللاتي انفطرت قلوبهن بوفاة أولادهن!. كثيرا ما أفكر كيف صار بعض أبنائنا بهذا الشكل والتوجه الفكري إلى هؤلاء؟! وكيف صدق ادعاءاتهم الباطلة؟! وكيف تهاون وتساهل وصفق لكل من أهدر دما بريئا؟! هل حدث ذلك بسبب الجهل أم هو الإحباط؟ أم هو البحث عن دور مفقود، أم هو الإعلام الملغم الذي اكتسح البر والبحر واقتحم الجدران ليصل إلى مخادعنا ولو في جنح الظلام؟!.أم أن برامج الأطفال لم تعد معدة لهم، بل هي تبرمج أفكارهم وأفكار غيرهم على أن الجريمة بكل أنواعها بطولة؟! فالقتل بطولة، وحرق المدن بطولة، وترويع الناس بطولة! فبرامج الكارتون والألعاب الإلكترونية تروي قصصا لا يستوعبها الإنسان السويّ، فهي تحلل ما حرمته الأديان والأعراف الدولية، وتسخر من تحريمه.. وتصفق للقاتل، وهذا التصفيق يزداد حدة كلما ازدادت الوحشية. هذه البرامج والألعاب مع الأسف تجيد اللعب بعقول الشباب حتى الأسوياء .. وتجعلهم مدمنين عليها لا يتحركون إلا بها ولها، عقولهم على الدوام منحصرة في حركاتها وسكناتها، ويخيل إلي أنها تهددنا بانفجار مباغت لكل متابعيها المدمنين عليها..! أم أن برامج الأخبار لا تهتم إلا بنشر أخبار الدمار؟! أم أن العالم أصبح مظلما إلى درجة أن ضياء الشمس لم يعد يجدي نفعا؟! إن بلادنا مستهدفة، هذه الحقيقة يعلمها القاصي والداني، فلم نعد نأمن على أنفسنا حتى مع الأصدقاء، فتحولهم إلى أعداء بين ليلة وضحاها ممكن ومحتمل، وبالتالي علينا حكومة وشعبا وضع الجميع تحت المجهر، والخوف حتى من جيراننا المقربين، الذي قد تتحول مصالحهم فتتحول سياستهم تبعا لها، فنحن في زمن الحليف المقرب تتحكم فيه المصالح وبالتالي تتغير سياسته تبعا لتلك المصالح، وبالتالي ليس عيبا أن تحكم سياستنا المصالح، ليس عيبا أن نمارس الضغط السياسي والاقتصادي إذا لزم الأمر، وليس عيبا أن نمارس الدهاء، ثم علينا أن نكون حذرين، فهناك من يعيش بيننا مع أسرهم آمنين مستأمنين، وهم يتطلعون إلى تعكير مناخنا وإفساد أمننا وتهييج شبابنا وتخوينهم، يتطلعون إلى أن يتعاملوا مع أبنائنا كأداة تحقق لهم المراد ليس إلا.. وهؤلاء مكانهم خلف الأسوار، وحتى في الأوقات التي يعم السلام المنطقة والعالم العربي والإسلامي وهو الحلم الذي أجده بعيد المنال، إلا بحول من الله سبحانه. علينا أن نكون حذرين، فنحن في زمن الحروب الفكرية التي تمرن روادها على تغيير الأمزجة والتوجهات وعلى تغليفها بحسب ما تقتضيه الحاجة، فتارة هم مجاهدون وتارة هم مفكرون أحرار وتارة هم أصحاب حق، وتارة هم الداعون إلى الحرية والتقدم والحضارة، هؤلاء يعملون على تحويل الحق إلى باطل والعكس صحيح، هؤلاء يعتبرون أبناءنا أدوات لتحقيق خطتهم التي يأملون أن تصب في النهاية في جعبتهم ليس إلا، ولو على حساب المقدرات البشرية والمادية والأمنية للشعوب، علينا أن نكون حذرين سواء حمل هؤلاء السلاح أو استخدموا الفكر، وهو أوقع أثرا مما يظن الكثيرون. اللهم هب لنا من لدنك الاستقرار والرخاء، وأدم علينا بعظيم فضلك الأمن والأمان، ورد كيد أعدائنا في نحورهم، وانصر المستضعفين في فلسطين وسورية والعراق واليمن وكافة بلاد المسلمين، إنك ولي ذلك والقادر عليه.