المتأمل بالواقع يرى أن السبب الاساسي لأنواع المعاناة والشقاء في العالم هو الانسان سيئ العقلية والنفسية والأخلاق والسلوك سواء على مستوى التأثير الفردي أو الجماعي، لكن لأن غالب الناس يفتقرون للوعي بالذات لذا هم لا يعون بنوعية أثرهم وحتى يروا أنهم مظلومون دائما لأن الناس لا تعاملهم بما يرضي غرورهم، ولهذا السبب توجب طرح السؤال الجذري التالي «هل تعتبر نفسك نعمة ..أم .. نقمة .. سواء في دائرتك الخاصة أو العامة ؟ بمعنى هل لو سئل عنك أهلك ومعارفك ومن يعمل معك ومن لك أثر على واقعه سيقول إنك نعمة يحمد الله عليها أو يعتبرك نقمة ومصيبة يحتسب الأجر عليها ؟ وليس صحيحا ان هناك فئة محايدة هي كما يقول المثل «كافي خيره وشره» أي لا خير ولا شر له، فمن كان لا خير له تجاه الآخرين .. فهذا يعني أنه في حال لامبالاة والناس يعتبرون اللامبالاة من أسوأ ما يسوؤهم، ولذا من كان هذا نمطه فهو يدخل تحت تصنيف أنه نقمة، وفيما عدا من يعاني من انحراف الفطرة وله شخصية سيكوباتية والتي تعرف علميا على أن صاحبها لا ضمير اخلاقيا له ولا تعاطف ولا احساس بالآخرين ويستمتع بإيقاع الأذية والاضطهاد على الآخرين، لأن هذا يغذي غرور الانا لديه حتى ان السيكوباتي يفخر بأنه نقمة ومصيبة، كما أثر عن جنكيز خان قوله، فيما عدا السيكوباتيين الذين لا تزيد نسبتهم عن 1 % فعموم الناس يسوؤهم ان يعتبرهم الآخرون نقمة، لهذا تقييم الانسان نفسه كنعمة او نقمة يضعه أمام مرآة لرؤية حقيقته الحقيقية ويحمله مسئولية نوعية أثره على الناس وحياتهم، ولهذا دائما يجب ان يبقى الانسان يواجه نفسه بهذا السؤال؛ هل الناس يعتبرونني نعمة وحبا وسعادة.. أو نقمة وشرا وتعاسة ؟