أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم السبت ان رفض إسرائيل لاتفاق المصالحة غير مبرر، وأنه مصمم على إنهاء الانقسام. وقال عباس، اليوم في كلمته بافتتاح دورة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في دورته 26 في مقر الرئاسة إن المجلس المركزي ينعقد في "ظل ظروف صعبة ومعقدة ولكن يحدونا الأمل، وبخاصة بأننا وصلنا إلى ذروة التعقيد والصعوبات، ولكننا سنبقى صامدين متمسكين بحقوقنا وثوابتنا". واعاد الرئيس في مستهل كلمته الى الاذهان تضحيات الشهداء والقادة الذين ارتقوا دفاعا عن قضية شعبهم العادلة، وقال إن "شاء الله سنواصل مسيرتهم"، وفيما يتعلق بالاسري قال:"أسرانا في عقولنا" واكد"لن يهدأ لنا بال إلا بخروج جميع الأسرى من سجون الاحتلال.. ونحن لن نقبل إلا كل واحد يعود إلى بيته". وحول اللاجئين الفلسطينيين في سورية قال عباس:"إنهم عانوا دون أن يكون لهم ذنب في ذلك". وأضاف عباس: "ولا مفر لنا إلا بالوصول إلى الحقوق الثابتة وبإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونحن متمسكون بحق العودة بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية وبناء على قرار 194، ونحن لم نسقط حق العودة". وتابع: "لا مفاوضات من دون القدس، والعودة للمفاوضات مرتبط بالتزام إسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل وإطلاق سراح الأسرى، وإذا لا يريدون الالتزام بذلك فهناك الحل الآخر عليهم تسلم كل شيء. وأضاف: "نحن نقول لدولة إسرائيل انتم دولة احتلال انتم المسؤولون عن هذه الفراغات، تفضلوا تحملوا مسؤولياتهم، وهذا ما يجب أن نقوله، وهذا ما قلناه، فالوضع القائم لن نقبل به، واستمرار الاعتداءات على المواطنين والقدس لن نقبل به، انتم دولة محتلة بلغوا العالم بأنكم دولة محتلة، وبنظر الأمم المتحدة فلسطين دولة تحت الاحتلال". وردا على ادعاء إسرائيل بأن عباس أبرم اتفاقا مع الإرهابيين قال: "انتم ابرمتم اتفاقا معهم زمن محمد مرسي، ما معنا أنه ممنوع أن أذهب الآن إلى حماس". وشدد على ضرورة توفر النوايا الطيبة لدى جميع الأطراف لإنهاء حالة الانقسام، وقال: "يجب أن نسير بالمصالحة". وأردف الرئيس قائلا إن الإسرائيليين حاولوا أن يخلطوا بين إطلاق الأسرى والاستيطان أو بين إطلاق سراحهم والمفاوضات، وقلنا لهم هذا غير صحيح. وحيا الرئيس سكان قطاع غزة، مشددا على أنه "آن الأوان لرفع الحصار عن القطاع، موضحا أن الوضع مأساوي هناك". وقال: "هؤلاء جزء من شعبنا ومن حقهم علينا بأن ننقذ الوضع هناك، فالمياه ملوثة والمواد الأساسية غير موجودة". يأتي اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني بعداعلان يوم الاربعاء الماضي عن اتفاق مصالحة بين وفد رسمي من منظمة التحرير وحركة حماس يقضي بتشكيل حكومة توافق خلال خمسة أسابيع وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن خلال ستة أشهر. ويستهدف الاتفاق إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي بدأ منتصف عام 2007. واثارت هذه الخطوة غضب اسرائيل التي اعلنت اليوم الخميس أنها ستوقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وقال بيان صادر عن مكتب نتانياهو "قرر مجلس الوزراء بالإجماع ان الحكومة الاسرائيلية لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم حماس وهي منظمة ارهابية تدعو الى تدمير اسرائيل". وبحسب البيان فانه "بالإضافة الى ذلك، سترد اسرائيل على الخطوات الاحادية الجانب التي قامت بها السلطة الفلسطينية بسلسلة من الاجراءات".