مع بدء العد التنازلي لاستضافة مملكة البحرين حزمة واسعة من الاجتماعات الخاصة بالاتحاد الدولي والاتحادات القارية لكرة القدم الأسبوع المقبل، تتسلط الأضواء على المكاسب الكبيرة التي حققتها كرة القدم الآسيوية على الساحة الدولية في الآونة الأخيرة والتي حولت القارة الصفراء إلى عاصمة حقيقية لكرة القدم العالمية خلال العام 2017. وانطلاقا من استضافة مملكة البحرين لاجتماع الجمعية العمومية العادي للاتحاد الدولي المقرر يوم 11 مايو/ أيار الجاري، ستكون القارة الآسيوية وجهة مفضلة لاحتضان العديد من البطولات العالمية، على غرار كأس العالم للشباب تحت 20 سنة التي ستقام في كوريا الجنوبية بالفترة من 20 مايو الجاري ولغاية 11 يونيو/ حزيران المقبل، وكأس العالم للناشئين تحت 17 سنة بالفترة من 8-28 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وختاما ببطولة كأس العالم للأندية بالفترة من 6-16 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. مكاسب تجسد رؤية الاتحاد القاري باتت القارة الصفراء، والعديد من دولها، تتسابق بقوة لاستضافة الأحداث والفاعليات الرياضية الكبرى، بما يحقق أهم مبادئ مشروع الرؤية الأسيوية الجديدة، الذي أطلقه الاتحاد القاري برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وتحديدا فيما يتعلق بضرورة تعزيز مفاهيم الاحترافية في التنظيم والإدارة والقيادة لكرة القدم بمختلف أرجاء القارة، والسعي لنشر اللعبة وما يرتبط بها من مفاهيم تسويقية واحترافية بشكل عام. ويتخذ شعار الرؤية والمهمة الأسيوية وسم "آسيا واحدة، هدف واحد"، والذي يركز على قيم الوحدة والاحترافية والقيادة، أما الرؤية المرتبطة به فتتعلق بثلاث محاور أساسية وهي، أن يكون الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الرائد بين الاتحادات القارية، وثانيا ضمان نجاح الفرق الآسيوية على المستوى العالمي، وثالثا جعل كرة القدم الريادة الأولى في كافة أرجاء القارة، وهو ما يتحقق بالفعل مؤخرا، ويترجم على أرض الواقع وبقوة خلال العام الجاري تحديدا. ويشهد العام 2017، استضافة دول آسيا لعدد من الفاعليات الهامة في مجال كرة القدم العالمية، يتقدمها الجانب الإداري والتنظيمي، باستضافة البحرين لكونغرس الفيفا يوم 11 الجاري، إلى جانب استضافة العديد من اجتماعات الجمعيات العمومية والكونغرس للاتحادات القارية في العالم، التي تتخذ من العاصمة البحرينية المنامة، مسرحا لاجتماعاتها ومناقشة العديد من ملفات تطوير اللعبة بقاراتها، فضلا عن خوض أكثر من اتحاد قاري للسباق الانتخابي نحو مجلس الفيفا، يتقدمهم الاتحاد الاسيوي الذي يتنافس مرشحوه لاستكمال المقاعد الأسيوية في مجلس الاتحاد الدولي، بالإضافة للاتحاد الافريقي لكرة القدم، واتحاد الكونكاكاف. ولن تكون استضافة البحرين لحدث ضخم وكبير، هو النقطة المضيئة الوحيدة في القارة الصفراء، التي تشهد تحولات كبرى، سواء في مجال نشر كرة القدم بأرجائها على يد فلسفة العمل الاحترافية التي يطبقها الاتحاد الاسيوي بكل شغف، أو من حيث زيادة حجم الاهتمام بالريادة في اللعبة وتطويرها بالشكل المطلوب. ولكن ستكون قارة آسيا على موعد، مع بطولات واحداث أخرى هامة ومضيئة خلال العام الجاري، إذ تستضيف كوريا الجنوبية، كأس العالم للشباب تحت 20 عاما أواخر مايو الجاري، وهي ثالث البطولات الكبرى للفيفا بعد المونديال وكأس القارات، فضلا عن كون تلك البطولة عادة ما تكون محط اهتمام العالم أجمع، كونها تعتبر دائما، معرضا مفتوحا لاكتشاف مواهب المستقبل، وتتبع المهارات التي تسعى الأندية العالمية لخطفها، سواء في منتخبات لاتينية أو افريقية أو أوروبية فضلا عن منتخبات آسيا التي نجحت في تقديم وجوها مشرقة في عالم الساحرة المستديرة لأندية عدة في أوروبا. كما سيكون العالم على موعد أخر هام في الهند، التي تستضيف كأس العالم للناشئين تحت 17 عاما، والتي تعتبر أيضا بطولة هامة خصوصا لدى كشافي المواهب الناشئة في عالم كرة القدم، وفي ديسمبر المقبل، ستتجه أنظار العالم صوب دولة الإمارات العربية المتحدة، إحدى الدول البارزة في تنظيم الأحداث الرياضية، وذلك لمتابعة مونديال الأندية في نسخته الجديدة بالعاصمة أبوظبي. منافع تسويقية وإعلامية وسياحية ورياضية ولا يخفى على أحد أن اهتمام دول القارة، ومنافستها على تقديم ملفات متميزة للاتحاد الدولي، لاستضافة بطولات وفاعليات وأحداث كبرى، يعتبر من الأمور التي تعود بالنفع الكبير على تلك الدول، نظرا لأن استضافة تلك الفاعليات له فوائد هائلة، ليس فقط من النواحي الرياضية والفنية، التركيز على الفوائد المترتبة على استضافة آسيا للأحداث العالمية الكبيرة من النواحي الرياضية والاعلامية والتسويقية والسياحية على بلدان القارة، فضلا عن الجوانب الاقتصادية، وعوائد السياحة المنتظر في استضافة البطولات والأحداث والفاعليات الكبرى، وتلك الفوائد تترجم بعشرات الملايين من الدولارت، التي تعود على اقتصاد الدول المستضيفة كما يحدث في العالم أجمع. دعم لا محدود كما لا يخفى على أحد اهتمام الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، بتقديم كل ما يلزم من جهد ودعم ومساندة للدول الأسيوية، في استقطاب واقامة هذه البطولات والفاعليات الكروية الكبرى على أرضها، سواء من موقعه في الاتحاد القاري، او من خلال عضويته في مجلس الفيفا، بالإضافة الى جهود ممثلي القارة الصفراء، في عضوية مجلس الفيفا، إذ تحرص قيادة الاتحاد الاسيوي، على تعزيز مفهوم "آسيا واحدة"، بالاصطفاف دائما خلف كل ما هو أسيوي، والتمسك بتأييد كل ما يرتبط بتحسين اللعبة عبر القارة، ونشرها بصورة كبيرة وقوية عبر خطوات عدة ملموسة.