مجرد الإطلال على المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي يتبين تحول المنطقة إلى منطقة آليات ورافعات وعمالة لإكمال توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- العملاقة التي تجمع بين المتطلبات الوظيفية من حيث زيادة الطاقة الاستيعابية ووفرة وتنوع ورقي الخدمات وبين التميز في النواحي الجمالية والتشغيلية. في عهده تتحقق أكبر توسعة في التاريخ للحرم المكي.. لمضاعفة أعداد المصلين والمعتمرين الرئيس العام لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس أكد أن هذه التوسعة العملاقة ستحدث نقلة نوعية في مستوى ووفرة الخدمات، وستكون نبراسا يحتذى لمن ينشد المثالية والتكامل والشمولية. وقال: "راعت هذه التوسعة المباركة كل المتطلبات لجميع المستخدمين وفق أعلى معايير الاستدامة، ستوفر التوسعة مصليات مثالية ذات خدمات متكاملة وبيئة مهيأة للتفرغ للعبادة من خلال توفير مثالي لكل متطلبات المصلي المباشرة وغير المباشرة وفق أعلى المعايير العالمية ويشمل ذلك أنظمة الصوت والإضاءة والتوقيت والتي يجري اختيارها وتنفيذها بمنهجية ومهنية عالية، وفقاً لمسوحات وتجارب ومحاكاة للتوصل إلى أفضل القرارات التصميمية والتنفيذية". التوسعة وفقاً لمراقبين ستستوفي في كل المصليات جميع الخدمات الضرورية كأرفف المصاحف ونوافير الشرب والميضاءات وأماكن حفظ الأحذية وفق توزيع متجانس وممنهج يتماشى مع الاحتياجات المتكررة لكل خدمة وسلوكيات المستخدمين، وقد بني ذلك على الخبرات المتراكمة للمشغلين في المسجد الحرام. فيما نفذت دراسة لرصد تدفقات حركة المشاة والمصلين وارتباطهم بالتوسعات السابقة وصحن المطاف والمسعى ابتداءً من الساحات الخارجية ومحطات النقل العام المزمع تنفيذها في الضلع الشمالي من الدائري الأول وحتى الوصول إلى صحن المطاف من خلال محاكاة حركة الحشود في الدخول والخروج والإخلاء وفق منظومة من عناصر الحركة الأفقية المتمثلة في الجسور والممرات والساحات الخارجية وعناصر الحركة الرأسية المتمثلة في المصاعد والسلالم الكهربائية «مركزية مكة».. ورشة عمل تسابق الزمن ومنجزات عملاقة تتكامل بمثالية والثابتة ومنحدرات المعاقين، وسترتبط عناصر الحركة بمنظومة إرشادية متكاملة شمولية للدلالة على الأمكنة والخدمات في كافة أرجاء المسجد الحرام. وتتمثل مشاريع المنطقة المركزية في حزمة مشاريع منها ما هو متعلق بتوسعة الساحات الشمالية التي أظهرت لنا ملامح الحرم المكي الجديد الذي سيضاعف أعداد المصلين والمعتمرين أضعافا عدة وتم ربطه بالحرم الحالي وستتم الاستفادة منه بشكل موسع في رمضان المقبل. ولم تغفل التوسعة حاجات المشغلين كأجهزة النظافة والصيانة وسقيا زمزم وأنظمة الوعظ والإرشاد، فضلاً عن الاحتياجات الأمنية والدفاع المدني والأجهزة الصحية والإسعاف وإرشاد التائهين وحفظ الأمانات ومكاتب المفقودات وغير ذلك من الخدمات المباشرة وغير المباشرة. وقد بدأت المرحلة الأولى للمشروع من الناحية الشرقية التي تمثل عنق زجاجة وهي التي تحاذي المسعى وستشمل هذه المرحلة النصف الشمالي الشرقي من المسجد الحرام وتنتهي في الناحية الجنوبية مقابل باب وسلالم الصفا الكهربائية. وستتضمن التوسعة محطة خدمات متكاملة يجري تنفيذها على مساحة 75 ألف متر مربع تشمل أنظمة التكييف المتقدمة الصديقة للبيئة وخزانات المياه وأنظمة التخلص من النفايات وأنظمة الكنس المركزي، كما ستشمل تنفيذ ما يزيد على 15 ألف دورة مياه سيتم توزيعها بطريقة تخدم كافة المستخدمين مع الشيخ د. السديس: خدمات متكاملة وبيئة مهيئة للعبادة والخدمات تربط بين التوسعات والنقل سهولة الوصول إليها من كل المواقع، في حين يجري تنفيذ أربعة أنفاق للمشاة ضمن مشروع التوسعة لربط منطقة العتيبية وجرول وجبل الكعبة بالساحات الشمالية لتمكين المشاة من السير في بيئة مناسبة للوصول إلى الحرم لتلافي ازدحام حركة السير في المنطقة المركزية. ومن المشاريع المنفذة مشروع توسعة المطاف الذي جاء كلازمة مهمة تواكب توسعات الحرم المكي والمشاعر المقدسة؛ فمشروع خادم الحرمين الشريفين لرفع الطاقة الاستيعابية للطواف سيتسع عند اكتماله إلى 150 ألف طائف في الساعة وستنتهي المرحلة الأولى القائمة الآن قبل حلول شهر رمضان المبارك لهذا العام فيما ستنتهي المرحلة الأخيرة في عام 1436. المشروع يشتمل كذلك على منظومة متكاملة لطواف وسعي ذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب منظومة شبكة جسور المشاة الخارجية التي ستسهم في تنظيم حركة الحشود داخل المسجد الحرام. ويشتمل المشورع على إنشاء مستويات فوق التوسعة السعودية الأولى وإنزال مستوى الأروقة الى المستوى الذي عليه صحن المطاف حالياً، وإيجاد مساحات خالية من العوائق داخل الأروقة ويشكل هذا المشروع العملاق تحدياً كبيراً سخرت له أكبر الإمكانات والخبرات الهندسية والتقنية والمادية، وبعد الانتهاء من أعمال إزالة التوسعة السعودية الأولى الواقعة في الناحية الشرقية والشمالية الشرقية، فإنه سيتعين استيفاء المتبقي من أعمال الإزالة. وجرياً على عادة الرئاسة في الحفاظ على المقتنيات التاريخية التي نتجت عن توسعات المسجد الحرام والمسجد النبوي السابقة والتي أنشأت لها معرض عمارة الحرمين الشريفين عام 1420، إلى جوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة، فقد تم توجيه الإدارة العامة للمشاريع والدراسات بإعداد الدراسات اللازمة لتوسعة المعرض لاستيعاب القطع الأثرية والنقوش الكتابية التي جرى حصرها وتوثيقها بوسائل التوثيق العلمية، وجاري ربطها بنظام المعلومات الجغرافية (GIS)، وقد سبق للرئاسة أن أضافت ما نتج عن مشروع التوسعة الجزئية للمطاف التي تمت في عام 1426، وكذلك مشروع تسوية مناسيب الحرم القديم التي تمت في عام 1427 إلى المعروضات الخارجية وشمل ذلك الأعمدة والتيجان التي نتجت عن هذين المشروعين.