×
محافظة المنطقة الشرقية

مستلهمين قرار الملك سلمان للسعوديين .. إماراتيون يطالبون بتقديم الاختبارات

صورة الخبر

قبل تأسيس المدارس بمعناها التقليدي القديم، كان التعليم مقتصرا على دور العبادة والكتاتيب والزوايا العلمية وحلقات الفلاسفة والمفكرين، وظلت المدرسة هي المصدر الأول للتعليم حتى مستهل القرن العشرين في جميع المجتمعات خصوصا الصناعية، وكان المعلم هو الشخص الوحيد المنوط به نشر وتعميم جميع جوانب المعرفة، سواء عن طريق الكلمة المسموعة أو المطبوعة. ثم حدثت ثورة اقتصادية أو طفرة تكنولوجية كبيرة في نهاية القرن العشرين بانتشار وسائل الإعلام من راديو وتلفاز وسينما وأجهزة حاسوبية، لكنها كانت مكملة للعملية التعليمية أو وسائل للتسلية والترويح عن التلاميذ بعد عناء يوم دراسي شاق. ومع بدايات القرن الواحد والعشرين والألفية الجديدة، انتشرت وسائل الإعلام الجديدة بعيدة المدى من شبكات فضائية وإلكترونية، لتحل محل المصادر التقليدية للتعلم، مما نتج عنه انقلاب للأوضاع والرؤى والنظم التعليمية. وتعالت الأصوات بضرورة تأسيس المدراس الذكية أو العالمية أو الإلكترونية التي تساير روح هذا العصر ولا تختلف عن طبيعته المعلوماتية والتقنية سريعة المدى والانتشار. وترتكز المدرسة الحديثة على الابتكار في عملية التعلم والتي تعتمد بشكل كبير على استخدام المتعلم لجميع حواسه كأدوات تتصل بجميع ما حوله من مؤثرات ومتغيرات حديثة تتفاعل مع العقل الذي يقوم بتحليلها وتصنيفها على شكل معارف وخبرات من أجل استوعابها وتنميتها وتطويعها واستثمارها في مواجهة المواقف الحياتية والمشكلات وما يتطلبه سوق العمل في المستقبل. وأكدت المدرسة الحديثة على أهمية عنصر القيادة فيها والتوجيه، والذي لم يعد متمثلا في مجمله وأبعاده في دور أو وظيفة شخص واحد بداخلها هو المدير أو الناظر، بل باعتباره بناء مرنا ومتجددا وموزعا على عناصر العملية التعليمية ككل. في المدرسة الحديثة، قد يصبح الطالب قائدا، والناظر طالبا. كما ركزت المدرسة العالمية على دور المعلم ورفعت من قدره وكفاءته الذاتية، حيث جعلت منه قائدا وموجها ومشرفا ومنظما لعملية التعليم والتعلم، وليس ملقنا ومصدرا وحيدا للمعلومات، وذلك في ضوء استخدام طرائق التدريس المتطورة والتقنيات المتاحة التي تخضع عملية التعلم للطرق العلمية الحديثة التي تعتمد على التفاعل النشط والتواصل المباشر أو عن بعد بما ينمي قدرات المتعلمين الكامنة وميولهم واتجهاتهم المحببة، إنه المعلم الباحث والمبتكر، والمعلم الرقمي، والمعلم التنافسي، والمعلم الديمقراطي، والمعلم متعدد الثقافات! لتشكل في النهاية البيئة المحيطة للنظام التعليمي بكل مكوناته، أو البيئة المدرسية، لتشكل في النهاية البيئة المحيطة للنظام التعليمي بكل مكوناته، أو البيئة المدرسية، وهي ما ستكوّن مقالنا القادم لإكمال قصة الثورة على المدارس التقليدية.