--> --> بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما امس، جولة في جنوب شرق آسيا تستغرق أربعة أيام يهدف من خلالها إلى طمأنة حلفائه في تلك المنطقة أنهم ما زالوا موضع اهتمام بلاده، ويرى منتقدون للرئيس الامريكي أن تركيزه على آسيا أرخى العنان للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس السوري، بشار الأسد، لاستخدام القوة. ولكن على غرار محاولاته السابقة لتجديد الاهتمام الاقتصادي بآسيا، تأتي هذه الرحلة محاطة بالارتباك، من عدم الاستقرار في أوكرانيا، إلى كارثتي النقل في اثنتين من محطاته، وحذرت أوساط المشرعين، الذين لا يتفقون مع خططه الرامية إلى توسيع التجارة. وتشمل الرحلة اليابان، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، والفلبين، وهي اختبار للأجواء بعد أن ألغى البيت الأبيض في اللحظة الأخيرة في اكتوبر الماضي زيارة مقررة لآسيا بسبب اجراءات الإغلاق على الحكومة. وفي إيجاز صحفي، قالت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس: "أعتقد أننا نذهب إلى المنطقة في الوقت الذي يقف فيه حلفاؤنا عالياً، ويتمسكون بعلاقات تحالف معنا.. وهذا التحالف يكتسب القوة في سياق بيئة من عدم الاستقرار الأمني". وأثارت الازمة الاوكرانية قلق الحلفاء في آسيا، بما فيها اليابان التي تتنازع السيادة على أراض مع الصين، ويقول بعض الخبراء: إن هذه المخاوف مبالغ فيها، ما دامت هناك اتفاقات ستجبر الولايات المتحدة على رد أكثر صرامة في الصراع بين دول آسيا. ويقول جيفري بادر، الذي كان حتى 2011 يعمل مديراً مسؤولاً في شؤون شرق آسيا في مجلس الأمن القومي: "إن الفكرة أن اليابان أو تايوان أو حلفاء أمريكا في المنطقة مغتاظين من رد الولايات المتحدة في أوكرانيا، وهذا يعني شيئا بالنسبة لهم، أعتقد أنها فكرة زائفة من الأساس.. فلدى الولايات المتحدة معاهدة مع اليابان منذ أكثر من 50 عاماً، تشبه معاهدة الناتو في صلابتها". ويتوقف أوباما في جولته في بلدين تعرضا لكارثة نقل، العبارة الكورية الجنوبية التي غرقت بركابها ومعظمهم من الطلاب، والطائرة الماليزية التي اختفت في المحيط الهندي، حيث تشغل الكارثتان رئيسي البلدين. وقال بن رودس، نائب مستشار الرئيس للأمن القومي: إن أوباما على الأرجح سيعبر عن تعازيه لأسر ضحايا العبارة خلال زيارته إلى سيول، وهو الحدث الذي وصفه أوباما الأسبوع الماضي بأنه كارثة "تدمي القلب". وبحسب مستشارة الأمن القومي سوزان رايس فإن "هذه الرحلة لديها أجندة إيجابية وبناءة، وهذه هي الطريقة التي نراها بها كفرصة لتعزيز وتحديث الروابط والشراكات". وفي السياق، قالت صحيفة الفيننشال تايمز: إن سياسة باراك أوباما في آسيا، والتي تجدها "ملتبسة" و"مشوشة". واضافت: إن أنصار الدور الأمريكي في آسيا يرون الأزمة الأوكرانية تشويشا عليهم، وكذا النزاع السوري. وستملأ الغبطة قلوبهم هذا الأسبوع لأن الرئيس، باراك أوباما، شرع في جولة آسيوية بدأها من اليابان، على الرغم من تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا. ولكن هذه الخيارات لا ترضي الجميع. ويرى منتقدون أن الرئيس الأمريكي ينتهج مفهوما مفاده أن آسيا هي "المستقبل"، وهو ما جعل الولايات المتحدة تهمل مشاكل أكثر خطورة في الشرق الأوسط وأوروبا. وتضيف الصحيفة: إن المنتقدين يرون أن تركيز أوباما على آسيا أرخى العنان للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس السوري، بشار الأسد، لاستخدام القوة. وترى فيننشال تايمز أن هذا التحول منطقي لأنه من المتوقع أن تصبح الصين في العقدين المقبلين أقوى اقتصاد في العالم، وستكون بالتالي المنافس الأوحد للولايات المتحدة على المدى الطويل. وتضيف الفيننشال تايمز: إن عدم قدرة واشنطن على التركيز على آسيا ازداد بتولي جون كيري منصب وزير الخارجية بدلا من هيلاري كلنتون. فقد فهمت كلينتون أهمية آسيا أما كيري فهو منشغل أكثر بالشرق الأوسط والخلافات الإسرائيلية الفلسطينية، بحسب الصحيفة. وتضيف فيننشال تايمز: إن تعزيز واشنطن لوجودها العسكري في آسيا مهم لإقناع حلفائها هناك بأنه ليس عليهم أن يقبلوا بدور ثانوي مستقبلا في منطقة تسيطر عليها الصين.