تستمر معركة استعادة الموصل منذ ستة أسابيع، وتتوالى معها التكنهات، بشأن ما بعد السيطرة على المدينة معقل داعش في العراق. وتواصل القوات العراقية المشتركة، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، التقدم على أكثر من محور، دون أن تتمكن من الدخول إلى وسط الموصل حتى الآن. فتنظيم داعش يستخدم تكتيات مختلفة لإطالة أمد الحرب، ومنها أخذ سكان الموصل دروعا بشرية، ورغم أن توقيت حسم المعركة لصالح القوات العراقية والتحالف الدولي، يبقى غير محدد. الا أن الولايات المتحدة بدأت تحضر لمرحلة ما بعد الموصل، فوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر دعا إلى ضرورة تمديد بقاء القوات الأميركية والحليفة في العراق إلى ما بعد القضاء على داعش. وقال كارتر إن بقاء هذه القوات سيضمن استمرار هزيمة داعش، وتقديم التدريب والتجهيز للشرطة المحلية وحرس الحدود في العراق. وبحسب مراقبين يفهم من تلك التصريحات قلق واشنطن لمرحلة ما بعد داعش، في ظل الانقسامات التي يعاني منها العراق، والتخوف من بقاء جيوب للتنظيم ومن استغلال ميلشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران للوضع حتى تصبح صاحبة الكلمة فيه. ويبدو أن هناك في واشنطن من يستشعر الخطر الذي يتهدد المنطقة ومستقبل الدور الأميركي فيها إن سلم العراق لإيران لقمة سائغة بالكامل، إذ سبق لمسؤولين عسكريين أميركيين أن أقروا صراحة أن أحد أسباب الأزمات التي يعاني منها العراق حاليا بعد الغزو الأميركي عام 2003، هو السماح لإيران بالتدخل السافر في شؤون العراق. ويبدو أن تصريحات كارتر الأخيرة ، تهدف ربما إلى بعث بعض الطمأنينة لدى دول الجوار التي تترقب تولي ترامب الذي تتقلب تصريحاته السياسية بشأن المنطقة في أكثر من مناسبة، وهو الذي سبق ودعا إلى الحفاظ على وجود أميركي فيه من منطلق مصلحة أميركية في نفط العراق قبل أي شيء آخر.