يُنسب للخليل بن أحمد مقولة شهيرة صنَّف بها الرجال على أربعة أحوال: (رجل يدري,ويدري أنَّه يدري) فذلك عالم فاتبعوه, و(رجل يدري, ولا يدري أنَّه يدري) فذلك نائم أو ناسٍ فذكروه و أيقظوه, و(رجل لا يدري,ويدري أنَّه لا يدري) فذاك جاهل أو مُسترشد فأرشدوه وعلموه,و( رجل لا يدري, ولا يدري أنَّه لا يدري) فذلك جاهل فاحذروه و ارفضوه. وقد سبقت هذه المقولة العربية - بكل رواياتها المُختلفة - قاعدة (داروين) التي اقتبستُ منها( عنوان المقال) أعلاه. العلماء (المُتأخرون) توصلوا إلى مفاهيم مُطابقة للمُقدمة السابقة, وربطوها بحالات نفسية ومزاجية للمُتحدثين (الجهلة) مثل تأثير ( دانينغ - كروجر) في الألفية الجديدة الذي سُمي لاحقاً عند النفسانيين بمُصطلح (ميتاكونييتيون), المُرتبط بالإدراك والثقة التي يتحدث بها من لا يفقه, وهو أمر مُشاهد اليوم في المجالس, على المنابر، وسائل التواصل الاجتماعي , وسائل الإعلام, حتى (ساءت) حياة البعض,نتيجة (فوضى المعلومات) عندما استقيناها ممن لا يملكها أصلاً. لا تصدق كل من يتحدث (بثقة) وكأنَّه خبير بما يقول ويطرح , يتسلق ويتملّق (بنصف) معرفة أو معلومة, احذر (مرة واحدة) من مُذيع التلفزيون المحاور, ومن كاتب الرأي في الصحيفة, واحذر من ناشري الجهل (مئة مرة) ممن يتسيَّدون المجالس ويتفقهون بالحديث الساحر, ومن سفهاء التواصل الاجتماعي الذين يعتقدون أنَّ كثرة (الفلورز) الاتباع, رخصة المعرفة والعلم بالشيء. بعض هؤلاء سقطوا في (الجهل المُركب) , وجعلوا المُتلقي يعيش ( مآسي) التأثير السلبي فكرياً, والتشوه معرفياً , نتيجة (ثقة زائفة) تبدو على (جاهل) لا يعلم بجهله ؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.