×
محافظة المنطقة الشرقية

تعليم المجمعة يستعد لعودة المعلمين والمعلمات

صورة الخبر

شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ حذرت الاخصائية النفسية منى الحارثي الناشطة في الأمور التربوية والطفولة في مستشفى الحرس الوطني بجدة، من سلبية العلاقة التربوية وسوء المعاملة بين الآباء وأبنائهم، وأساليب العنف والضرب والإيذاء النفسي والجسمي بالإهانة والسب والتقريع، مما يؤدي إلى تأزم نفسياتهم وفقدهم الثقة في أنفسهم وفي من حولهم وفي المجتمع المحيط بهم، مما ينتج أشخاصا غير أسوياء أو منحرفين سلوكيا وهم أكثر عرضة للأمراض النفسية المركبة والمستعصية. وأوضحت أهم الأسباب التي تؤدي إلى تأزم تلك العلاقة الحميمية بين الآباء والأبناء الجهل بمعالم الطفولة، والتربية على التقاليد التي لا تراعي طفولتهم، فتكون طفولتهم غير مشبعة إشباعا كافيا لمتطلبات الطفولة من تلقائية وفرص كافية لتنمية الشخصية السليمة. كما يلعب فارق العمر دورا مهما في التعامل بين الآباء وأبنائهم في بعد المساحة في طريقة التفكير والمتطلبات لمراحل الأطفال العمرية. والحقيقة الهامة لمعرفة مكنونات الطفل أن إحساسه بنفسه يأتي من خلال معاملة الوالدين له، فإن شعور الطفل بأنه ولد طيبا، وشعوره بالمحبة من جهة والديه سيكون لديه فكرة بأنه إنسان طيب ومكرم وذو أهمية في حياة الوالدين، والعكس صحيح فإذا كان أبواه قليلي الصبر في معاملة طفلهما سيشعر بأنه سيئ خاصة عندما ينهال الوالدان باللوم عليه والتوبيخ فإنه سيكون فكرة سلبية وسيئة عن نفسه وسينشأ عليها. كذلك عندما نعلم أولادنا العيب أو عدم الخطأ في أمور نحن غير راضين عنها أو غير مقبولة فيجب أن نعلمه أن الخطأ أو العيب ليس في شخصيته بل إن الخطأ في سلوكه وليس فيه كإنسان، لذلك يجب عدم نعت الطفل بالغبي أو بإحدى الشتائم فكلها غير مقبولة تؤثر في تكوين شخصيته مستقبلا. وشددت الدكتورة الحارثي على أهمية اتباع وسائل التعبير عن الحب للأطفال وزيادة العاطفة والتواصل بين الأبناء وآبائهم بكل الوسائل التي تدعو إلى زيادة القربى بين الطرفين في عملية فهم مشاعر الأبناء تجاهنا وتجاه من حولهم، وبالحب أولا كلغة مشتركة للحوار والتجاذب الإنساني وإشعارهم بالحب والراحة والأمان النفسي، وهو الإحساس الأول الذي يتوق إليه الأبناء هو شعورهم بالحب والحنان من والديهم، وتلك أهم خطوة للتعامل النفسي الأمثل مع الأطفال والاستماع الجيد للطفل وإعطائه الانتباه من الطرق المجدية في تفهم نفسيته واعطائه الفرصة للتعبير عما بداخله، وعدم الإكثار من الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الأبناء أثناء أحاديثهم عن أنفسهم مهما طالت أو أصبح مبالغا فيها، كما أن مداعبة الطفل من أهم وسائل التربية النفسية السليمة للأطفال وشعورهم بالأمان والحب والتقرب إلى والديهم ولنا خير قدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملته الكريمة للأبناء. وأقوى الوسائل تأثيرا على الأطفال تقديم الهدايا المحببة لديهم والتي تشعرهم بمحبة والديهم وحنانهم والتي دائما ما تهذب الطفل وتجعل شخصيته معبرة لوالديه. وأضافت الدكتورة الحارثي بأننا لو أردنا معرفة وفهم أطفالنا أكثر علينا أولا التعرف على شخصيتنا نحن كوالدين، فمثلا إذا كان أحد الوالدين عصبي المزاج فسوف يؤثر ذلك على شخصية الطفل، الذي يتأثر بشخصية والديه العصبية حتما والعكس صحيح، وبذلك نستطيع القول إن شخصية الطفل ما هي إلا نتاج طبيعي لشخصية أبويه، وتدعونا الحاجة إلى القول إن توفيق الآباء في إسعاد أطفالهم لا يتطلب تكوينا أكاديميا ولا تخصصا رفيعا وإنما يحتاج إلى نظرة متبصرة بالحياة عامة وبالطفولة خاصة، مع التشبع بالحب الكبير وبالتفاؤل اللا محدود بالمستقبل، إضافة إلى الوعي التام بأن أطفالنا فلذات أكبادنا قطعة منا حقا، ولكن يجب أخذ الحذر من امتلاكهم أو الإساءه إلى تربيتهم.