للمرة الأولى في العالم استخدمت "قنبلة عصف هوائي جسيمة" من طراز "جي بي يو-43/بي"، التي تسمى كذلك "أم القنابل" مستهدفة موقعا لـ"تنظيم داعش" في ولاية ننغرهار. فما هي هذه القنبلة، ما قوتها ومن قام بتطويرها؟ وبأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ألقى الجيش الأمريكي الخميس في أفغانستان "قنبلة عصف هوائي جسيمة" من طراز "جي بي يو-43/بي"، التي تُسمى كذلك "أم القنابل" مستهدفة موقعا لتنظيم الدولة الاسلامية في ولاية ننغرهار، بحسب ما نقل "فرانس24". وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه القنبلة في المعركة منذ تطويرها مع بداية حرب العراق. ما هي قوتها؟ اعتبرت منظمة "غلوبال سيكيوريتي" لنزع التسلح ومقرها في الولايات المتحدة أن القنبلة المسيرة عن بعد التي تزن 9,8 أطنان وتشكل أضخم سلاح غير نووي في الترسانة الأمريكية "ضخمة وقوية ودقيقة التصويب". وهي قنبلة مدمرة تحوي 8480 كلغ من مادة اتش6 المتفجرة بحسب موقع المنظمة وتوازي قوة تفجيرها 11 طنا من التي أن تي. يبلغ طول القنبلة 9 أمتار وقطرها مترا واحدا بحسب "غلوبال سيكيوريتي"، وهي أضخم قنبلة في التاريخ مسيرة بالأقمار الصناعية وتلقى من الجو. وأفادت مجلة العلوم "بوبولار ميكانيكس" أن وزن هذه القنبلة يوازي طائرة اف-16 مقاتلة. تلقى القنبلة المسيرة بنظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية من مزلقة الشحن في طائرة نقل من طراز سي-130، وتبطئ مظلة سرعة سقوطها وهو ما يجيز إلقاءها من ارتفاع أكبر ويمنح بالتالي الطيار وقتا كافيا للوصول إلى مكان آمن. صممت هذه القنبلة الارتجاجية لتنفجر قبل ارتطامها بالأرض. ويضاعف غلاف من الألمينيوم الرقيق قوة عصفها وتوليد موجة صدم تصل إلى 150 مترا بحسب موقع "وايرد". من صنعها؟ في 2002-2003 طورت شركة داينتيكس لصناعات الفضاء والدفاع "أم القنابل" بالتعاون مع مخبر سلاح الجو للابحاث، بحسب موقع الشرطة. أضاف الموقع ان الفكرة الأولية للقنبلة تحولت إلى مخطط تصميم مفصل في غضون ثلاثة أشهر فحسب، وخضعت لثلاث تجارب ناجحة في 13 يوما. وتم انتاجها في البدء لاستخدامها في الفترة الأولى لحرب العراق. كما أفاد سلاح الجو بخصوص آخر تجربة للقنبلة أنها ولدت عامودا هائلا من الدخان يمكن رؤيته من بعد 32 كلم. ماذا كان هدفها؟ قال الجيش الأمريكي إن القنبلة استهدفت الخميس شبكة أنفاق عميقة للجهاديين في منطقة اشين بولاية ننغرهار (شرق أفغانستان) التي تعتبر معقلا لتنظيم الدولة الاسلامية على حدود باكستان. تقع هذه المنطقة الجبلية والنائية جدا التي يتعذر على القوات الحكومية بلوغها إلى شمال تورا بورا، أي شبكة الأنفاق المتشعبة التي استعان بها زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن للفرار من القوات الأمريكية والمغادرة إلى باكستان في أواخر 2001. وقالت الولايات المتحدة إن المنطقة نائية إلى درجة استبعاد وجود مدنيين فيها. استهدفت القنبلة شبكة أنفاق وكهوف استخدمها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" "للتنقل بحرية ما يسهل عليهم استهداف المستشارين العسكريين الأمريكيين والقوات الأفغانية" القريبة، على ما أفاد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر. وافاد موقع "وايرد" ان قنبلة ارتجاجية كهذه تملك نقاط تفوق في مناطق مشابهة، "فعصفها قادر على الاستدارة مع الزوايا والوصول بزخم كبير إلى أقصى أرجاء كهف ما".