اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته إلى دولة الكويت بعد إجراء مباحثات مهمة تضيف رصيدا جديدا إلى وحدة الصف العربي، وأكد الرئيس المصري أن أمن الخليج خط أحمر لمصر، كما دعا إلى وحدة الصف العربي نظرا للمخاطر المحدقة بالمنطقة العربية والظروف الصعبة التي تمر بها في المرحلة الراهنة، مما يتطلب ضرورة تكاتف جميع الدول العربية ووقوفها صفا واحدا. وشدد السيسي أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مبدياً استعداد مصر لحماية أمن الكويت والخليج في مواجهة أي مخاطر، ومشدداً على أن أمن الخليج خط أحمر لمصر. كما تناول المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية والظروف الصعبة التي تمر بها في المرحلة الراهنة، مما يتطلب ضرورة تكاتف جميع الدول العربية ووقوفها صفا واحدا. وكان الرئيس السيسي قد استهل نشاطه في اليوم التالي لزيارته لدولة الكويت، باستقبال رئيسة وأعضاء مجلس أمناء المبادرة الكويتية لمساندة الشعب المصري، الذين أطلعوه على أهداف مبادرتهم في دعم مسيرة التنمية الاجتماعية لمصر، بالتعاون مع بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، عرفانا وتقديرا للشعب المصري ووقفته التاريخية مع الشعب الكويتي منذ نشأة دولته، وكذا تقديرا للدور القومي الذي تلعبه مصر في حياة الشعوب العربية. وأوضح أعضاء المبادرة أنها تنقسم إلى مراحل، بدأت أولها بتوفير أكبر قدر من المواد الغذائية للأسر المصرية المستحقة بالتعاون مع بنك الطعام المصري، ثم تطور العمل ليشمل المساهمة في إعادة تأهيل عدد من القرى المصرية الأكثر احتياجا. وقدم الرئيس المصري الشكر لأعضاء المبادرة الكويتية على مبادرتهم النبيلة التي تعكس روح المحبة والتضامن التي تسود بين الشعبين الشقيقين، مؤكدا على تذليل كل العقبات البيروقراطية أمام المبادرة. كما وجه الرئيس تحية للمرأة الكويتية، التي تثبت إلى جانب شقيقتها المصرية، الدور الحيوي الذي تقوم به المرأة في المجتمع، والتي لا يمكن حدوث تقدم وتطوير في أي دولة بدونها. كما استقبل السيسي بعد ذلك وفدا من مجلس العلاقات الكويتية - المصرية برئاسة الشيخ محمد جاسم الصقر، وهو مجلس جديد يضم عددا من الشخصيات الكويتية والمصرية البارزة في المجالات الاقتصادية والاستثمار. وقد أكد رئيس المجلس على أهمية دور مصر في الأمة العربية والمكانة التي تحتلها في قلب كل مواطن كويتي، والذي يجعل دعمها ومساندتها واجبا على كل كويتي. ورحب رئيس المجلس باستعادة مصر لدورها الطبيعي في قيادة الأمة العربية، مؤكدا على أن أمن واستقرار المنطقة العربية يتوقف على أمن واستقرار مصر، ومشيدا بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الرئيس المصري من أجل إعادة الاستقرار السياسي والأمني في مصر، مشددا على رغبتهم في تعزيز الاستثمارات الكويتية في مختلف مجالات العمل في الدولة المصرية. وقد تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة الاستثمارات الكويتية في مصر، حيث استعرض الرئيس السيسي الخطوات الحالية لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتذليل العقبات البيروقراطية، كما أكد على التزام مصر بتعهداتها وحرصها على تسوية كل المشكلات التي تواجه الاستثمارات الكويتية. وفى نهاية الاجتماع، تم الإعلان عن إنشاء المجلس، على أن يتم تشكيل الجانب المصري في أقرب وقت مع ضم عدد من الشخصيات البارزة في مجالات أخرى كالإعلام والرياضة والثقافة. ودعا الرئيس السيسي الأشقاء الكويتيين للقدوم إلى مصر من أجل الاستفادة من الفرص الاستثمارية الكثيرة التي تتيحها المشروعات الكبرى الجاري إعدادها، مشيرا لأهمية المشاركة الكويتية الفاعلة في المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مارس (آذار) القادم. وأكد الرئيس على أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام في المرحلة الحالية، ولا سيما في دعم الاصطفاف الوطني والحفاظ على ثوابت الدولة، وبناء الثقة واستعادة الأمل بين المواطنين. كما شدد على أهمية المواصلة في تجديد الخطاب الديني، مشيدا بما يمثله الأزهر الشريف من رمز للإسلام المعتدل. كما استعرض نتائج زيارة دولة الكويت الشقيقة والجهود المبذولة لدعم التضامن العربي ووحدة الصف في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الأمة العربية. وأشار إلى وجود تطابق تام في وجهات النظر مع الجانب الكويتي الذي أبدى استعدادا لضخ مزيد من الاستثمارات في مصر مع توفير التشريعات اللازمة لجذب المستثمرين. كما تناول السيسي عددا من الملفات الداخلية، خلال لقائه مع وسائل الإعلام المصرية، مشيرا إلى الخطوات الجاري اتخاذها لمواصلة عملية التنمية ومواجهة التحديات المختلفة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين. عقب ذلك، توجه الرئيس إلى المطار الأميري بالكويت، وبرفقته الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي قام بتوديعه حيث غادر الرئيس عقب ذلك عائدا إلى القاهرة.