×
محافظة الباحة

وفاة شاب وإصابة اثنين آخرين في حادث سير مؤلم بالعقيق

صورة الخبر

تدخل حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأيام العشرة الساخنة قبل الجولة الأولى للاقتراع في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وسط مخاوف من انقلاب المعطيات الأولية كما تعبر عن ذلك نتائج استطلاعات الرأي، التي ما زالت تضع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في المركز الأول، يليها الوسطي إيمانويل ماكرون، أما المفاجأة الثقيلة التي بدأت تترسخ فتتعلق باحتلال مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون الترتيب الثالث، وبات يراهن بقوة جبارة على الفوز.مراكز الاستطلاع الفرنسية، والخبراء المهتمون بالشأن الانتخابي يرجحون أن يكون الاقتراع الرئاسي لهذا العام مختلفاً، وأسوأ السيناريوهات التي يتوقعونها هي صعود لوبان وميلانشون إلى الدور الثاني، ليكون الاختيار بين مرشحين كلاهما مُرّ بالنسبة إلى فرنسا. ومن نذر تحقق هذه المفاجأة مسارعة الرئيس الحالي فرانسوا هولاند إلى إعلان دعمه لماكرون، على أمل أن يكون هو الرئيس المقبل، لكن هناك مخاوف من أن يعطي هذا الدعم نتيجة عكسية، فهولاند الذي تنازل عن حقه في الترشح لولاية ثانية بسبب التدهور المروع لشعبيته، قد يجلب وضعه هذا النحس لماكرون، فينفر منه كثيراً من الناخبين الغاضبين على سياسية العهد الاشتراكي الحالي. وفي هذه الوضعية سيكون أكبر مستفيدين هما لوبان وميلانشون في الجولة الأولى، وحتى إذا سقطت المرشحة اليمينية لصالح ماكرون، فإن الصعود الصاروخي لأسهم مرشح اليسار المتطرف في نوايا التصويت قد يجعل منه الفائز المحتمل أمام ماكرون نفسه المدعوم من هولاند، فيكون أول رئيس من هذه الطائفة السياسية التي ظلت على هامش الحياة السياسية الفرنسية منذ عقود.في مقابلة صحفية نشرت الخميس، قال هولاند إنه «يشم رائحة قذرة» من الحملة الانتخابية، مهاجماً بشدة اليمين واليسار المتطرفين، كما حذر، في إشارة إلى ميلانشون، من أن «من يحتل المركز الثالث حالياً يمكنه كسب الرهان»، ففي أقل من أسبوعين قفز هذا المرشح المثير للجدل من المركز الخامس إلى المركز الثالث، وقد اكتسب هذه الثقة من خطابه الواضح الميال إلى تجربة اليسار في أمريكا اللاتينية، وأسمته صحيفة «ليبراسيون» اليسارية «الخطيب الأحمر»، وأكدت أن هذا الرجل القادم من بعيد يحاول السير على خطى الرئيس الفينزويلي الراحل هوغو تشافيز، ويبدي إعجاباً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويبدو أن لهذا المرشح جاذبية غريبة جعلت نسبة مهمة من الفرنسيين تميل إليه وتراه خفيف الظل وأكثر صدقاً وأقل خطراً من المرشحين الآخرين وأكبرهم مارين لوبان.من المحتمل أن تكون الانتخابات الفرنسية المقبلة مختلفة عن سابقاتها، وقد تحمل شخصية مختلفة من خارج اليمين واليسار التقليديين، وإذا كانت المواجهة حتمية بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، فقد يميل الوسط مكرهاً إلى جانب ميلانشون؛ حتى لا يفسح المجال أمام العدو اللدود ممثلاً في لوبان. وإذا حصلت المفاجأة، فقد تتحول المشاعر من خشية من تشدد يأتي من اليمين إلى تطرف يأتي من الضد. وفي هذه الحالة سيكون التأثير واسعاً في الاتحاد الأوروبي، وستكون النتائج أسوأ ستقود إلى ولادة واقع جديد، بعد مخاض متعدد وتقلبات كثيرة هزت أوروبا وتركتها في مفترق طرق خطير. مفتاح شعيبchouaibmeftah@gmail.com