لم يعلم الشاب الفرنسي (الكساندر) وهو يستمع إلى الأذان في إحدى دول إفريقيا أنه أمام مفترق طرق، قد يغير حياته إلى الأبد، وهو يبحث بصدق وتأمل عن الطريق الذي يرشده إلى الحق بقية حياته. يروي الكساندر قصته مع الإسلام قائلا "عند سماعي للأذان لأول مرة اختلجتني مشاعر لا توصف، لامست كل جوارحي، وجعلتني أقف مليًا أمام هذا الصوت الآتي من بعيد، يحمل في طياته رسالة أشعرتني بعظمة وصدق هذا الدين". وأضاف: "أمضيت بعد ذلك ست سنوات في البحث عن الدين الحق الذي يشعرني بالطمأنينة، إلى أن هداني الله عز وجل - بعد رحلة طويلة - إلى الإسلام؛ فبدأت الحكاية وأسلمت، ونطقت الشهادتين، وبدلت اسمي إلى (حمزة)". وقال حمزة "بعد إسلامي عزمت على الذهاب إلى مكة المكرمة بنية العُمرة، فقررت الذهاب بالسيارة برًا في رحلة قطعت خلالها مسافة 7000 كيلو متر من المغرب إلى موريتانيا ثم إلى بوركينا فاسو وصولًا إلى جمهورية النيجر، حيث زرت سفارة خادم الحرمين الشريفين هناك طالبًا منهم الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، حيث أعلمتني السفارة أن النظام ينص على وجوب الحصول على تأشيرة مسبقة بذلك ، ووعدتني بالعمل على مساعدتي على إتمام ذلك". ويضيف: "لقد مرت الأيام وأنا وزوجتي ننتظر أن يمّن الله عز وجل علينا بزيارة بيته العتيق، وما فتئت أيدينا ترتفع إلى الله في كل ليلة (يا الله .. يا الله )، وقد تعلقت الآمال بالله، وشخصت إليه الأبصار، وكل رجائي أن يستجيب العلي القدير لدعائنا ويكرمنا بالزيارة والصلاة في بيته الحرام. ويتابع: "في أحد الأيام عزمت أنا وزوجتي على الرحيل من جمهورية النيجر والعودة إلى فرنسا ، وحزمنا حقائبنا وتوجهنا إلى المطار، وفي الطريق حدثت المفاجأة التي طالما انتظرناها، حيث تلقينا اتصالا من سفارة خادم الحرمين الشريفين في النيجر يبلغنا أنه تم اختيارنا ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لأداء فريضة الحج لهذا العام 1435 هـ" . وبيَّن أن حلمه كان زيارة بيت الله الحرام وأداء العُمرة، فيما اختار الله عز وجل له الزيارة والحج، على نفقة خادم الحرمين الشريفين. ووصف حمزة شعوره عندما رأى الكعبة لأول مرة، قائلا: "كل الشعورٍ بالتعب والإرهاق الجسدي والفكري الذي خلفته الرحلة الطويلة والشاقة، ذَهبَ وتلاشى حينما وقفت أمام بيت الله الحرام، والكعبة المشرفة، لم أملك عندها إلا البكاء والتضرع لله سبحانه وتعالى أن كافأ عنائي وإلحاحي في الدعاء وشرفني بزيارة بيته الحرام، فيما كانت نيتي أداء العمرة وجعلها بكرمه وجوده حجةً عوضًا عنها ". وأضاف أنه ترك وظيفته في فرنسا وسيتفرغ لدراسة الشريعة الإسلامية ليعمِّق علومه في هذا الدين لخدمته والدعوة إليه. وأعرب عن شكره لسفارة خادم الحرمين الشريفين في النيجر على ما قدمته له ولزوجته من خدمات وحُسن استقبال، وقال: لا نملك إلا الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، ولمن أتاح لهما ولغيرهما هذه الفرصة العظيمة، مبديًا إعجابه بالخدمات والمشروعات الجبارة التي نفذت لخدمة ضيوف الرحمن.