×
محافظة الرياض

السعوديون يغردون: المدينة مشروع مبشر للوطن .. وتطوير لصناعة الترفيه

صورة الخبر

أحد أهم أسباب تردي الإدارة العامة في الكويت طريقة اختيار القياديين في الدولة، بل في ظني هذا السبب الرئيس الذي انحدر بالكويت في مختلف المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية، وطالما استمر تعيين معظم القيادات بالطريقة المتبعة فنحن أمام إضاعة حقيقية للأمانة ومقدرات الدولة وحقوق المواطنين. الواسطة – برأيي – هي المعيار الأول في اختيار القيادات وهي سبب البلاء، فبسببها وصل إلى المناصب من ليس بأهل لها، وجاء أناس يديرون مؤسسات البلد وهم لا يفقهون إداريا ولا قانونيا ولا يملكون مهارات القيادة وغاية أمانيهم إطالة أمد بقائهم في مناصبهم والتكسب من ورائها مادياً ومعنوياً واجتماعياً. كلما جاء وزير سعى إلى تعيين المقربين منه، وكلما جاء نائب سعى إلى تعيين من يخدمه في الانتخابات، وكلما جاء صاحب نفوذ سعى إلى تعيين من يسهل له الأمور في موقعه.. وهكذا أصبحت معظم المناصب في الدولة توزع بالمحاصصة والترضيات والواسطات، وفلان محسوب على فلان، وفلان محسوب على هذه الكتلة، وفلان من ربع هذا المتنفذ. هذا الوضع المنكوس أنشأ لنا جماعة قبيحة هي جماعة المتسولين للمناصب ممن لا يكلون ولا يملون وهم يعرضون وجوههم ويذلون أعمارهم لأجل الحصول على كرسي ما يعوضهم النقص الذي يشعرون به في أنفسهم ويفتح لهم باب السعادة المنتظر ولو بسرقة المقاعد من أهلها .. الآن تطورت هذه الظاهرة أكثر وأكثر وأصبحت عندنا فئة من القياديين المعمرين في المناصب، الذين يتداولون المواقع ويتبادلونها على مدى سنوات بلا علاقة لتخصصاتهم أو تاريخهم الوظيفي، فهم لا ينطبق عليهم التقاعد ولا تنتهي خدماتهم الجليلة ولا يمكن الاستغناء عنهم بغض النظر عن كفاءاتهم الإدارية أو عبقريتهم القيادية أو إنجازاتهم الوطنية، بل هو شأن مرتبط ارتباطاً وثيقاً بولاءاتهم الشخصية وخنوعهم لمن أوصلهم، واستعدادهم لتجاوز كل القوانين واللوائح عند الطلب، فهم يخافون قول (لا) في وقتها ولا يملون من قول (نعم) ولا عزاء للعدالة والنظام والقانون.. الواجب على مجلس الأمة الإسراع والاستعجال في تنظيم هذا الوضع المأساوي الذي يتسبب بانحدار أداء الدولة ومحاربة الكفاءات ليل نهار، وضياع الأمانة واستشراء الوصولية والانتهازية في مؤسسات البلد، وبغير ذلك فكل مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد ستظل حبراً على ورق.. والله الموفق. * * *إضاءة تاريخية: أبريل ١٩٨٨ الإرهاب يهاجم الكويت بخطف {الجابرية» أثناء رحلتها من تايلند إلى الكويت.. ودامت عملية الاختطاف 16يومًا قتل خلالها مواطنان. وليد عبدالله الغانمwaleedalghanim.com