شهدت العملية التعليمية في الفترة الأخيرة ظهور مجموعات (قروبات) لذوي الطلبة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تحمل أسماء مدارس أبنائهم، يناقشون من خلالها أحوال المدرسة وقراراتها، والمشكلات التي يتعرض لها أبناؤهم. وتساعدهم هذه المجموعات على تكوين رأي موحد في حال صدور أي قرار من إدارة المدرسة يخص الطلبة بشكل مباشر. تقارير رضا أولياء الأمور أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن «الهدف من تقارير رضا أولياء الأمور هو تزويد المدارس بالمعلومات المتعلقة بآراء وملاحظات أولياء الأمور، ويقدم التقرير البيانات حسب الإجابات التي وردت عن كل سؤال من الأسئلة، ولا يتضمن أي تحليل نوعي أو كمي لها، كما أنه لا يقدم أي افتراضات أو استنتاجات أو توصيات». مديرو ومعلمو مدارس يشتركون في «القروبات» لمعرفة ما يدور فيها. فيما رأى معلمون ومسؤولون تربويون، أن «هذه الـ(قروبات) تستخدم في كثير من الأحيان كوسيلة ضغط وتشهير، من خلال نشر شائعات ضد المدارس». وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» عشرات الـ«قروبات» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تحت أسماء (قروب أولياء أمور مدرسة «اسم المدرسة»)، ووفق المشرفين عليها، فإن «الهدف من إنشائها هو إيجاد وسيلة للتواصل في ما بينهم، وتناقل الخبرات، والتحدث عن المشكلات التي يعانيها أبناؤهم، ومتابعة أخبار المدرسة أولاً بأول، خصوصاً أن العديد منهم لا يجد الوقت الكافي للذهاب بشكل مستمر إلى مدارس أبنائه». ذوو طلبة من المشاركين في «القروبات»، ناصر خلف، ومحمد سمير، ومنار طلعت، وميسون حبيب، قالوا إن «(قروب المدرسة) هو بديل عصري وفاعل لمجلس الآباء، إذ نظراً لانشغال معظمهم في أعمالهم، يقبلون على الاشتراك بهذه (القروبات)، لمعرفة أخبار العملية التعليمية في المدرسة، والتواصل مع غيرهم من ذوي الطلبة في أي وقت». معلمون وإداريون في المدارس، يشتركون في هذه «القروبات» ويتابعون ما يدور فيها، وإذ تطلب الأمر فهماً يتدخلون في النقاشات لتوضيح الأمر، أو ينقلون وجهة نظر ذوي الطلبة إلى الإدارة العليا بالمدرسة. أما أمهات الطلبة، سمر صافي، ونجوى بشير، وغادة البحراوي، ورضوى موسى، فأوضحن أنه «إضافة إلى أن مثل هذه (القروبات) تعتبر وسيلة فعالة وذكية للرقابة المجتمعية على المدارس، فهن يستغللنها في تبادل الخبرات، حول كيفية مساعدة الأبناء دراسياً، ومساعدة بعضهن بعضاً في فهم بعض الدروس لتبسيطها لأبنائهن، وتوفير كثير من النصائح التربوية والمعلومات، فضلاً عن أفضل الكتب أو المراجع أو أي معلومة بشأن المنهاج، وقد سهلت هذه (القروبات) كثيراً عليهم وعلى أطفالهن مهمة المذاكرة». في المقابل، انتقد معلمون وإداريون في مدارس خاصة، محمد شكري، ومنى أحمد، ومروة فؤاد، ونورة سالم، هذه «القروبات» لأنها ـ حسب قولهم - «تحتوي في كثير من الأحيان على مغالطات بشأن المدارس، كما أنها تحولت إلى وسيلة لنقل الشائعات، إضافة إلى استخدامها كوسيلة ضغط على المدارس، في حال تم رفض أي طلب غير قانوني أو مبرر لأحد من ذوي الطلبة، كما أن القائمين على (القروبات) كثيراً ما يستخدمونها لخدمة مصالحهم الشخصية، ومحاولة الحصول على ميزات خاصة لهم من جانب إدارات المدارس، مستغلين اشتراك عدد كبير من ذوي الطلبة في هذه (القروبات) للضغط على المدرسة»، مضيفين: «تعرضنا للحذف من هذه (القروبات) بعد أن اعترضنا على بعض المنشور فيها، ومحاولتنا إيضاح الأمر لبقية المشتركين، ما يثبت استخدامها في العديد من الأوقات لمصالح خاصة، وليست عامة، إضافة إلى أن هذه (القروبات) تضم عدداً من الأشخاص من غير ذي صفة، وليس لهم أبناء في هذه المدارس، وبعضهم لا يقيم أساساً في الدولة، ويعمدون إلى نشر شائعات، أو تسويق منتجات وغيرها من الأمور غير المتعلقة بالعملية التعليمية». مجلس أبوظبي للتعليم، من جانبه، أكد أنه يرحب بكل وسائل التواصل بين أطراف العملية التعليمية، التي يمثل ذوو الطلبة والإدارات المدرسية عنصرين أساسيين فيها، وأنه يوفر إلى جانب ذلك، طرقاً رسمية لاستطلاع آراء ذوي الطلبة، في كل ما يخص العملية التعليمية لذويهم، ومنها استبيانات قياس مدى رضا أولياء أمور الطلبة، عن مستويات الأداء في المدارس الحكومية والخاصة على مستوى إمارة أبوظبي، إذ تركز على مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالعملية التعليمية، تشمل الشراكة بين أولياء الأمور والمدرسة، والعنف في المدارس والأمن والسلامة، وفاعلية العملية التعليمية، والبيئة المادية المدرسية، وتتضمن الأسئلة استفسارات حور مدى رضا ذوي الطلبة عن خطط أولياء الأمور، لنقل الأبناء إلى مدارس أخرى، ومتوسط الوقت وعدد الساعات التي يمضيها الطالب في إنجاز الفروض والواجبات المدرسية بالمنزل، وما إذا كان الطالب من ذوي الإعاقة، وهل يتلقى الطالب دعماً إضافياً من المدرسة، إضافة إلى مستوى جودة التدريس في المدرسة. وتتضمن بقية أسئلة الاستبانات استفسارات مدى رضا الطالب عن المدرسة وسلوكيات الطلبة، وكيفية تعامل المدرسة مع مشكلات التنمر والتحرش بين الطلبة، وجودة القيادة والإدارة المدرسية، ومستوى الاهتمام بالطلبة والفروض المنزلية، ومستوى ونوع التواصل مع المدرسة، والترحاب والمودة من قبل المدرسة، والمرافق المدرسية، والبيئة الصفية، ومقصف المدرسة، والمرافق الصحية، إضافة إلى مستوى الرضا العام لأولياء الأمور، وترشيح أولياء الأمور لهذه المدرسة للآخرين، للقيام بتسجيل أبنائهم للالتحاق بها. ويتيح المجلس للمهتمين الاطلاع على نتائج الاستبيان من خلال موقعه الإلكتروني، الذي يعرض أيضاً استبيان رضا أولياء أمور الطلبة في كل مدرسة على حدة، وذلك ضمن تقارير برنامج «ارتقاء» السنوية، الذي تم إطلاقه عام 2012، لضمان جودة التعليم في المدارس الحُكومية والخاصة العامِلة في إمارة أبوظبي. عمرو بيومي abayoumy@emaratalyoum.com