قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمس: إن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يدعمان الشعب الاوكراني في سعيه نحو ديمقراطية أقوى بينما تستمر المواجهة مع الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش. واضاف كيري في مؤتمر الأمن في ميونيخ : إن شعب اوكرانيا «يناضل من أجل حق الارتباط بشركاء سيساعدونه على تحقيق تطلعاته وقرّر أن ذلك يعني ان مستقبله لا يكمن في دولة واحدة. ورفضت المعارضة الأوكرانية عرضًا من الأمم المتحدة للوساطة بين حكومة البلاد وجماعات المعارضة وحذرت المعارضة الاوكرانية من ان الجيش يمكن ان يتدخل لتفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة ويأتي هذا التحذير بعد ساعات من تصعيد الجيش لهجته للمرة الاولى في هذه الازمة التي تغرق فيها البلاد، داعيا الرئيس فيكتور يانوكوفتيش الى اتخاذ تدابير عاجلة لاعادة الاستقرار.. وقال وزير الخارجية الأوكراني الأسبق أرسنيج ياتسونيوك في اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمؤتمر ميونيخ للأمن «في هذه المرحلة، نحتاج إلى حل مشكلات أوكرانيا من خلال الاتصال المباشر مع الشركاء الغربيين لها». ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن ياتسونيك قوله «لن تكون هناك حاجة لتدخل الأمم المتحدة سوى كخيار أخير». من جهته طالب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي الحكومة والمعارضة في أوكرانيا بالتهدئة وسلوك المسلك البولندي نحو الديمقراطية. وفي مقابلة مع الإذاعة الألمانية (دويتشه فيله) ، قال سيكورسكي على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن: إن «النموذج البولندي خلال العشرين عاما الماضية هو أفضل ما يمكن أن نقدمه لأوكرانيا». وفى سياق متصل ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بانتقادات مسؤولي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة للنظام الاوكراني مشددا على انه يتوجب عليهم خصوصا ادانة «عنف» المتظاهرين.وتساءل لافروف في المؤتمر حول الامن المنعقد في ميونيخ «بماذا يرتبط التشجيع على تظاهرات الشارع التي تتزايد عنفا، بالترويج للديمقراطية؟».واضاف: «لماذا لا نسمع ادانة لأولئك الذين يحتلون مباني الحكومة ويهاجمون الشرطة ويعذبون شرطيين ويستخدمون شعارات عنصرية او نازية؟». و»لماذا يشجع كثيرون من السياسيين الاوروبيين مثل هذه الاعمال فيما لا يترددون في معاقبة اي انتهاك للقانون بشدة في بلادهم؟». واعتبر لافروف انه «يجب ان تتمكن اوكرانيا من الاختيار بدون ان تخضع لضغوط» خارجية من جانبه أبدى اندرس فوج راسموسين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عدم رضاه عن العلاقات بين الحلف وروسيا وذلك في مستهل نقاش جرى في ثاني أيام المؤتمر.وأشار الأمين العام لحلف الأطلسي إلى أن أفق العلاقة مع روسيا ليس مستغلا بشكل كامل في الوقت الراهن ، وأضاف أن القائم حاليا ما هو إلا «تعاون بارد» بين الجانبين وليس «عملا بناء» بين روسيا والحلف.وأعرب راسموسين عن قلقه «لأننا لا نزال بعيدين كثيرا عن بعضنا البعض في قضايا مهمة وأشعر بالقلق عندما أسمع عن إقامة أنظمة أسلحة هجومية وليس دفاعية في بيلاروس مثل الطائرات الحربية وعندما أسمع عن نصب صواريخ اسكندر في جيب كاليننجراد وإرسال المزيد من القوات المسلحة إلى القطب الشمالي».واتهم راسموسين موسكو بأنها تصف «على نحو خاطئ» الخطط الخاصة بإنشاء درع صاروخية في أوروبا بالهجومية.في المقابل قال لافروف: إن الحلف يوسع من نطاق بنيته العسكرية التحتية عند الحدود الشرقية لروسيا ويقوم بمناورات غير بعيدة عن الحدود الروسية يجري التدريب خلالها على التصدي لهجوم روسي.ووصف لافروف الدرع الصاروخية بأنها جزء من الترسانة الاستراتيجية للولايات المتحدة «وإذا أضيفت الدرع النووية للسيف النووي فهذه محاولة كبرى للاستفادة من القدرة الدفاعية والأمر هنا يتعلق بالقدرات وليس بالنوايا».من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه على الرغم من كل الخلافات «فإن علينا أن نبحث عن نقاط مشتركة مع روسيا ننطلق منها نحو تشكيل علاقات بناءة وتعاونية أكثر».وطالب الوزير الألماني بالعمل بشكل مشترك من أجل حل الأزمة السياسية في أوكرانيا وقال «عندما يلتهب فتيل برميل البارود فمن الخطر الكبير جدا اللعب على عنصر الوقت».